المواظبة في الأذكار على عدد محدد

السؤال:

يقول: بعد صلاة الصبح أبقى أذكر الله، وأسبح حسب ما ورد عن الرسول ﷺ ثلاثة عشر سبحة، وألف مرة أستغفر الله، وألف مرة أقول ...؟

الشيخ: أعد أعد.

المقدم: يقول: بعد صلاة الصبح أبقى أذكر الله، وأسبح حسب ما ورد عن الرسول ﷺ ثلاثة عشر سبحة، وألف مرة أستغفر الله، وألف مرة أقول: لا إله إلا الله، وألف مرة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وبعد صلاة العصر مثلها بدون انقطاع، ولكوني مواظبًا عليها دائمًا، هل يعتبر هذا بدعة، ولي تسبيحات قبل النوم أيضًا بدون انقطاع؟ ولكم جزيل الشكر. 

الجواب:

ذكر الله وتسبيحه وتحميده بعد الصبح وبعد العصر مشروع، والله أمر بذلك في آيات كثيرات، فإذا سبح الإنسان بعد الصبح إلى ارتفاع الشمس، أو بعد العصر إلى غروب الشمس، وأكثر من ذلك فلا شيء عليه، بل هو عمل عملًا مشروعًا، وله في ذلك خير عظيم، وأجر كبير إذا ختم نهاره، وبدأ نهاره بذكر الله، واستغفاره والتوبة إليه، لكن ليس لهذا حد محدود، بل إذا أكثر من ذلك، فالحمد لله، أما المشروع الذي ورد عن النبي ﷺ فهو محدود، فيسبح مائة مرة في أول الليل، وأول النهار يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، أو سبحانه الله العظيم وبحمده صباحًا ومساء، هذا ورد عن النبي ﷺ وصح عنه: أن من سبح الله مائة مرة غفرت خطاياه، وإن كانت مثل البحر، هذا فضل من الله، جل وعلا. 

والمعنى إذا سلم مما يمنع المغفرة فإن أحاديث الفضائل مقيدة بالأحاديث الدالة على أن الكبائر تمنع المغفرة، وإذا أكثر من تسبيح الله فقد أتى بعمل طيب، وخير كثير، وهو على خير، ولكن يجب أن يحذر من الإصرار على كبائر الذنوب والمعاصي، يجب أن يحذر من المعاصي والإصرار عليها، ويتوب إلى الله منها حتى لا تكون حجرًا في طريق توبته واستغفاره، فينبغي له أن يكثر من الاستغفار والتوبة الصادقة، والندم على ما فعل من الذنوب، وعدم الإصرار عليها حتى تكون أعماله الأخرى زيادة خير ... من ذكر وتسبيح وصلوات نافلة، وصوم نافلة تكون خيرًا له مع ما له من أجر عظيم في أداء الفرائض، وترك المحارم.

أما الأذكار فهي خير عظيم، وفضلها كبير في أول النهار وأول الليل، فمن ذلك تسبيحه مائة مرة سبحان الله وبحمده مائة مرة، من ذلك أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، كل يوم يقول ﷺ: من قال في يومه مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب، يعني عدل عتقه عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، هذا رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة .

وكذلك التسبيح بعد الصلوات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة بعد كل صلاة: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، الجميع تسع وتسعون، ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، هذا مستحب بعد كل الصلاة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وإذا أكثر من التسبيح والتهليل سوى ذا زيادة على هذا في الصباح وفي المساء فهو خير له، وليس له حد محدود، بل ذلك فيه خير عظيم، وفضل كبير. 

ويستحب أيضًا أن يذكر الله إذا سلم من الصلاة أولًا يستغفر الله ثلاثًا يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، إذا سلم من كل فريضة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، أول ما يسلم يقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، سواء كان إمامًا، أو مأمومًا، أو منفردًا، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، كان النبي يفعل هذا -عليه الصلاة والسلام- بعد كل صلاة -عليه الصلاة والسلام- بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، يفعل هذا -عليه الصلاة والسلام- والإمام إذا استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ينصرف إلى الناس يعطيهم وجهه، هذا هو السنة، ثم يكمل هذا الذكر.

ثم يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثًا وثلاثين مرة كما تقدم، ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا مشروع، ويزيد في المغرب والفجر عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، جاء هذا عن النبي ﷺ من عدة أحاديث -عليه الصلاة والسلام- في الفجر والمغرب، ويقول أيضًا بعد كل صلاة يقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، هذه آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله  يستحب أن يأتي بها بعد كل صلاة، وعند النوم أيضًا. 

وهكذا يقرأ بعد كل صلاة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لكن يستحب أن يكررها بعد المغرب، وبعد الفجر ثلاث مرات، كل هذه الثلاث السور ثلاث مرات بعد الفجر، وبعد المغرب، أما بعد الظهر والعصر والعشاء فمرة واحدة، كل هذا مشروع، ومن أسباب رضا الله، وعظيم ثوابه فإذا حافظ المؤمن على ذلك والمؤمنة فهذا فيه خير عظيم، وفيه أجر كبير، وتأسٍ بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وعمل بسنته -عليه الصلاة والسلام- نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة