معنى قوله: (الرحمن على العرش استوى) عند أهل السنة

السؤال:

من تشاد رسالة بعث بها المستمع صالح سليمان يوسف وعيسى أبو بكر موسى، يسأل عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] بعض الناس يقولون: إن الله موجود في أي مكان بذاته، وإذا كان الكلام كذلك فما هو دليل الآية القرآنية؟ 

الجواب:

الآية الكريمة معناها واضح عند أهل السنة والجماعة، قد أخبر الله سبحانه في سبعة مواضع من القرآن أنه استوى على العرش، منها: هذه الآية، ومنها: قوله سبحانه في سورة الأعراف وفي سورة يونس: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [يونس:3] ومعنى استوى: ارتفع وعلا، وهو استواء يليق بجلال الله، لا يشابه خلقه في استوائهم، لا يشابه خلقه في استوائهم على الدابة، أو على السفينة، أو السيارة، أو الطائرة، لا، استواء يليق به، لا يماثل خلقه  كما قال -جل وعلا-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] وقال : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] والله -جل وعلا- فوق العرش.

ومن قال: إنه في كل مكان، فقد غلط، وضل عن سواء السبيل، وهو كافر عند جمع من أهل العلم من أهل السنة والجماعة؛ لأن الله فوق العرش، وعلمه في كل مكان .

فالقول بأنه في كل مكان من قول أهل البدع والضلال والإلحاد.

أما أهل السنة والجماعة فيقولون: إنه فوق العرش، قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، وعلمه في كل مكان سبحانه لا يخفى عليه خافية  والعرش هو سقف المخلوقات، وأعلاها، والله فوقه يعلم أحوال عباده، لا تخفى عليه خافية، جل وعلا.

فالواجب على كل مسلم أن يعتقد ذلك، وأن يؤمن بذلك على الوجه اللائق بالله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل كما قال ربنا -عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]  هذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة