حكم قراءة القرآن على القبر بعد دفن الميت

السؤال:

يقول أخونا: قرأت كتاب رياض الصالحين في باب الدعاء للميت بعد الدفن، والقعود عند قبره ساعة، قال الشافعي -رحمه الله- في هذا الباب: يستحب أن يقرأ عنده شيئًا من القرآن، وإن ختموا القرآن كله؛ كان حسنًا، أرجو من سماحتكم التوجيه النافع لمثل هذا القول؟ 

الجواب:

هذا ليس عليه دليل، ولو صح عن الشافعي، إن صح عن الشافعي فليس عليه دليل، والصواب: أنه لا يستحب، والشافعي -رحمه الله- من العلماء المعروفين بالسنة، ولكن كل يخطئ ويصيب، كل عالم له أخطاء، مثلما قال مالك -رحمه الله-: ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر، يعني: النبي ﷺ، والنبي يقول: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

فليس على القراءة عند القبر دليل، والسنة ألا يقرأ عند القبور، ولكن يدعى للميت بعد الدفن، كان -عليه الصلاة والسلام- إذا فرغ من دفن الميت؛ وقف عليه، وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل ولما زار قبر أمه استأذن ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له، فجلس عندها، وبكى وأبكى -عليه الصلاة والسلام- لما حصل من المصيبة في عدم إذنه له سبحانه في الاستغفار لها، وكانت ماتت في الجاهلية.

ولما حضرت الوفاة عمرو بن العاص أوصى بنيه ومن يحضر قبره أن يجلسوا عنده قدر جزور، قدر ما تنحر الجزور، ويقسم لحمها؛ كي يستأنس بهم؛ حتى ينظر ماذا يراجع به رسل ربه، وهذا قاله من اجتهاده، وليس في هذا قراءة إنما قصده الدعاء له، والترحم عليه.

وسنة الرسول ﷺ بينة في هذا، وهي أنه يدعى له بالمغفرة والثبات، أما كونهم يجلسون قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها فهذا من اجتهاد عمرو، وليس عليه دليل، إنما المشروع أن يدعى له، ويستغفر له الميت المسلم بعد الدفن، هذا هو المشروع. 

أما قراءة القرآن عنده سورة، أو سور، أو ختم القرآن هذا ليس عليه دليل، والذي ينبغي تركه. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.  

فتاوى ذات صلة