ما أوقات إجابة الدعاء؟

السؤال:

شيخ عبد العزيز يسأل أخونا أيضًا عن الأوقات التي فيها ساعات الاستجابة؟

الجواب:
أوقات الإجابة عديدة جاء في السنة بيانها؛ منها: ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ، ومنها: جوف الليل وآخر الليل، فالليل فيه ساعة لا يرد فيها سائل، وأحراها جوف الليل وآخر الليل في الثلث الأخير، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفر فأغفر له حتى ينفجر الفجر.
فينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل.. في آخر الليل في جميع ساعات الليل، لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء والإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس بل يلح يرجو من ربه الإجابة ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، وكذلك في السجود ترجى فيه الإجابة، يقول عليه الصلاة السلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ويقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم. رواهما مسلم في صحيحه.
وكذلك حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة فهو محل إجابة في صلاة الجمعة وقبل السلام منها، وهكذا آخر كل صلاة قبل السلام محل دعاء ترجى فيه الإجابة؛ لأن النبي ﷺ لما علمهم التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو يعني: في آخر الصلاة قبل أن يسلم، وهكذا آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس أيضًا كذلك هو وقت إجابة، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وأن يكون جالسًا ينتظر الصلاة؛ لأن المنتظر في حكم المصلي، وقد صح عنه ﷺ أنه قال في يوم الجمعة: إن فيها ساعة لا يرد فيها سائل وأشار إلى أنها قليلة، فيها لا يسأل الله وهو قائم يصلي قال العلماء: يعني: ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي لأن وقت العصر ليس وقت صلاة.
فالحاصل أن المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلي فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس إن كان في المسجد في المسجد وإن كانت امرأة أو مريض في بيته ينتظر الصلاة ويدعو، هذه الأوقات المذكورة كلها أوقات إجابة ينبغي فيها تحري الدعاء والإكثار منه مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يديه والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، والإكثار من الثناء عليه، وأن يبدأ الدعاء بالحمد للّه والصلاة على النبي ﷺ، فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي ﷺ من أسباب الإجابة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 
فتاوى ذات صلة