ما الحكمة من الاستعاذة من فتنة المحيا والممات والمسيح الدجال؟

السؤال:

يسأل أخونا أيضًا ويقول: أمرنا بالاستعاذة من فتنة المحيا، وفتنة الممات، والمسيح الدجال، حبذا لو شرحتم لنا هذا، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

هذا مشروع للمؤمن والمؤمنة في كل صلاة، السنة لكل مؤمن، ولكل مؤمنة أن يختم صلاته بالاستعاذة بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثبت عنه ﷺ في أحاديث كثيرة أنه كان بعدما يتشهد في آخر الصلاة قبل أن يسلم يستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ، وكان يأمر بهذا ويقول: إذا تشهد أحدكم؛ فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال فالمشروع للمؤمن وللمؤمنة التعوذ من هذه الأربعة.

وذهب جمهور أهل العلم إلى أن هذا سنة مؤكدة، وروي عن طاوس التابعي الجليل ما يدل على أن ذلك واجب، وروي عنه أنه أمر ولده لما لم يقلها في الصلاة أن يعيد الصلاة، فهذا يدل على تأكد هذه الدعوات، وأنه ينبغي للمؤمن أن لا يدعها في أي صلاة النافلة والفريضة قبل أن يسلم، يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وإن شاء قال: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال.

فهي دعوات عظيمة، قال أنس : كان أكثر دعاء النبي ﷺ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار فإذا دعا بذلك في آخر الصلاة؛ كان حسنًا.

وهكذا في السجود إذا دعا بذلك؛ لا بأس، فالسجود محل للدعاء، يقول النبي ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ويقول -عليه الصلاة والسلام-: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم المعنى: حري أن يستجاب لكم. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، كأنه يطلب التمثيل لفتنة الممات، وفتنة المسيح الدجال، شيخ عبدالعزيز، وفتنة المحيا أيضًا؟

الشيخ: الإنسان معرض للفتن في حياته، وعند الموت، وقد يعرض في الحياة للمعاصي، قد يعرض للبدع، قد يعرض للكفر بالله ويفتن إما بسبب المال، أو بسبب الشهوات والمعاصي، أو بسبب جلساء السوء، فيقع فيما يغضب الله عليه من كفر، أو بدعة، أو معصية، في حال حياته، أو عند الموت -نسأل الله العافية- وقد يفتن بـالمسيح الدجال إذا تأخر زمانه، فإن المسيح يخرج في آخر الزمان، يدعي أنه نبي، ثم يدعي أنه رب العالمين، ويتبعه جم غفير من الناس -نعوذ بالله- ويهلكون بأسبابه.

فالإنسان يسأل ربه أن يعيذه من هذه الأمور؛ لأنه لا يدري هل يسلم، أو ما يسلم؟! فيسأل ربه ذلك العافية من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ، هو بحاجة إلى هذا الدعاء؛ حتى لا يفتن في حياته، ولا عند موته، وحتى لا يدرك المسيح الدجال فيفتن به -نسأل الله السلامة- نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.  

فتاوى ذات صلة