ما يلزم من صلت بغير وضوء بسبب القلق؟

السؤال:

سعاد محفوظ من الشرقية، بعثت بهذه الرسالة، تقول: إنها حجت هذا العام وضيعت، وتقول: وضِعْتُ من زوجي وأطفالي في الحرم مما اضطرني للتحدث مع الرجال للوصول لزوجي، ووصلت إلى مرحلة من اليأس والقنوط، وتمنيت في نفسي لو أن الله لا يحسب لي هذه الحجة، وأعيدها في عام آخر، ثم جلست وفكرت وندمت واستغفرت ربي على ما كنت أهجس به، وصليت العشاء جماعة من غير وضوء بسبب القلق والاضطراب، أفيدوني، ماذا يجب علي؟

وجزاكم الله عني خير الجزاء. 

الجواب:

عليكِ التوبة إلى الله، والاستغفار مما جرى منكِ من الصلاة بغير وضوء، ومن الدعوات التي لا تنبغي، والتوبة تجب ما قبلها، وعليكِ قضاء الصلاة التي صليتيها بغير وضوء، عليك أن تقضيها بالطهارة الشرعية، والإنسان معرض للأخطار، ومعرض للمعاصي، لكن الله سبحانه بفضله جعل التوبة فتحًا عظيمًا، وخيرًا كبيرًا، يمحو الله بها الذنوب والسيئات.

فمن رحمة الله أن شرع التوبة، فعليكِ التوبة والاستغفار والندم على ما جرى منكِ مما يخالف أمر الله، والله يتوب على التائبين، والتوبة معناها الإقلاع من الذنوب التي فعلها الإنسان، يقلع منها، ويتركها تعظيمًا لله خوفًا منه ويندم على ما مضى منه، يندم ندمًا صحيحًا على ما مضى، يحزن على ما مضى، ويعزم عزمًا صادقًا أنه لا يعود في الذنوب، هذه التوبة. 

وهناك أمر رابع: إذا كان عنده مظالم للناس من تمام التوبة أنه يرد المظالم على أهلها: من دماء أو أموال أو أعراض، أو يستحلهم منها، يقول: سامحوني، أبيحوني، فإذا سامحوه سلم من شرها، وتمت التوبة، أو ردها عليهم أعطاهم كان لهم عنده دم قصاص مكنهم من القصاص، أو عنده مال أعطاهم مالهم، أو عرض، قال: أبيحوني، فإن لم يتيسر أنهم يبيحونه، أو خاف إن أخبرهم بالعرض أن تكون هناك أمور أكبر خطرًا؛ فإنه يستغفر لهم، ويدعو لهم بقدر ما يظن أنه وفاهم حقهم، وهذا يكفي -إن شاء الله-، نعم.

فتاوى ذات صلة