ما الواجب على الجماعات تجاه بعضها؟

السؤال:

نبدأ بسؤال أبو هشيم الحسن البحاري الحسين، السودان، معهد التربية الذي بقي علينا في لقائنا الماضي، يقول أبو هشيم في سؤاله هذا:

إن هنا بالسودان كثيرًا من الطرق الدينية مثل الطرق الصوفية، والإخوان المسلمين، وأنصار السنة، والإخوة الجمهوريون، وعدد أسماء كثيرة جدًا، والزعيم محمود محمد طه، والذي يدعي بأن الصلاة رفعت عنه، وأن اللحم محرمة، وإلى آخره، ذكر طرق عديدة، يقول: فما رأيكم في ذلك؟ وما هو موقفنا نحن؟ هل نقف مع إحدى هذه الطرق، أم نقف منحازين ومنفردين؟

وفقكم الله.

الجواب:

الطريق السوي هو طريق محمد ﷺ، ليس هناك طريق سديد، ولا صالح إلا طريق محمد ﷺ، هو الطريق السوي، وهو الصراط المستقيم. 

أما الطرق التي أحدثها الصوفية، أو أحدثها غيرهم مما يخالف شريعة الله، فهذا لا يعول عليه، ولا يلتفت إليه، بل الطرق كلها مسدودة إلا الطريق الذي بعث الله به نبيه محمدًا ﷺ هو الطريق الصحيح، وهو الطريق الموصل إلى الله وإلى جنته وكرامته.

أما الألقاب كونه يلقب: أنصار السنة، أو تنظيم الإخوان المسلمين، أو جماعة المسلمين، أو جمعية كذا، لا بأس بهذه الألقاب، الألقاب ما تضر، المهم العمل إذا كانت الأعمال تخالف شريعة الله تمنع، وهكذا طرق الصوفية كل الطرق التي أحدثها الصوفية مما يخالف شرع الله كله منكر لا يجوز، وليس للصوفية ولا لغيرهم أن يحدثوا طريقًا يسلكونه غير طريق محمد ﷺ، لا في الأذكار، ولا في العبادات الأخرى، بل لا بد أن يسلكوا طريق محمد ﷺ طريق نبينا -عليه الصلاة والسلام-، ليس للناس طريق آخر، بل الواجب على جميع أهل الأرض أن يسلكوا طريق نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم؛ في أقوالهم وأعمالهم، وهو الطريق الذي قال الله فيه: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] وهو الذي قال فيه -جل وعلا-: وإنك، يعني: يخاطب النبي ﷺ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ صِرَاطِ اللَّهِ [الشورى:52-53] هكذا قال -جل وعلا- في سورة الشورى، فهذا طريق الله، وهو صراط الله الذي بعث الله به نبيه وخليله نبينا محمد ﷺ.

فالواجب على جميع أهل الأرض أن يأخذوا بهذا الطريق، وأن يستقيموا عليه، وليس للصوفية ولا لغير الصوفية أبدًا أن يحدثوا طريقًا آخر، لا في أذكارهم الصباحية ولا المسائية، ولا في غير ذلك، ولا في استحضارهم شيوخهم عند صلاتهم، لا كل هذا منكر، ولكن إذا قام في الصلاة أو في الأذكار يستحضر ربه، يكون في قلبه ربه -جل وعلا- يستحضر عظمته وكبريائه، وأنه واقف بين يديه، فيعظمه -جل وعلا- ويخشاه ويراقبه، ويكمل صلاته ويكمل عبادته على خير وجه، حسب ما جاء عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو الواجب.

أما كون بعض الجماعات تلقب نفسها بشيء علامة لها مثل: أنصار السنة في السودان، أو في مصر، لا حرج في ذلك، إذا استقام الطريق إذا سلكوا طريق نبينا ﷺ واستقاموا عليه، أو مثل الإخوان المسلمين لقبوا أنفسهم بهذا اصطلاحًا بينهم، لا يضر، لكن بشرط أن يستقيموا على طريق محمد ﷺ، وأن يسلكوه، وأن يعظموه، وأن يعتقدوا أن جميع المسلمين إخوانهم من أنصار السنة من جماعة المسلمين من أي مكان، لا يتحزبون لأصحابهم فيعادوا غيرهم من المسلمين، لا بل يجب أن تكون هذه ألقاب غير مؤثرة في الإخوة الإسلامية. 

أما إذا أثرت فصار يرضى لحزبه، ويغضب لحزبه، ويقرب حزبه، ويباعد غير حزبه، ولو كانوا أفضل من حزبه، ولو كانوا أهل إيمان وتقوى، هذا منكر، هذا لا يجوز، هذا تفرق في الدين، والله يقول سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103].

فإذا كان التلقب بـأنصار السنة، أو بـالإخوان المسلمين، أو بكذا أو بكذا يؤثر في الإخوة الإيمانية، يؤثر في التعاون على البر والتقوى؛ هذا لا يجوز، فهم إخوة في الله يتعاونون على البر والتقوى ويتناصحون، مهما تنوعت ألقابهم، أما إذا أوجدوا لقبًا يوالون عليه، ويعادون عليه، ويعتبرون من دخل فيه هو وليهم، ومن لا فلا، هذا لا يجوز، نعم.

فتاوى ذات صلة