الأسلوب المناسب للنصيحة والدعوة إلى الله

السؤال:
ما هو الأسلوب المناسب للنصيحة والدعوة إلى الله سبحانه؟

الجواب:
الأسلوب المناسب في الدعوة إلى الله والنصيحة هو الأسلوب الذي أرشد الله إليه، وأمر به عباده في كتابه الكريم في قوله سبحانه: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الآية [الإسراء:53]، وقوله : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83]، وقوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقوله سبحانه: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ الآية [العنكبوت:46].
وقوله يخاطب نبيه محمدًا ﷺ في آل عمران: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، وقوله سبحانه لما بعث موسى وهارون إلى فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]، وقول النبي ﷺ: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، وقوله ﷺ: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، اللهم ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله ﷺ: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة؛ فالواجب على العلماء والأمراء والدعاة إلى الله أن ينهجوا هذا المنهج الذي أرشد الله إليه وأرشد إليه رسوله ﷺ. وأن ينصحوا الناس ويعالجوا مشاكلهم بالطريق التي أرشد الله إليها سبحانه وأرشد إليها رسوله ﷺ ومن ظلم واعتدى ولم ينفع فيه التوجيه والنصيحة وجب على ولاة الأمر أن يعاقبوه بالعقوبات الشرعية.
ومن ثبت عليه ما يوجب إقامة الحد أو التعزير وجب تنفيذ حكم الله فيه بواسطة أولي الأمر ومن يستنيبونه في ذلك ردعا له ولأمثاله وحماية للمجتمع الإسلامي من جميع أنواع الفساد.
سدد الله الخطا وأصلح القلوب والأعمال، ووفق أولي الأمر لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده، وأصلح أحوال المسلمين جميعا ومنحهم الفقه في الدين وثبتهم على الحق إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[1].
  1. هذا السؤال موجه لسماحته من جريدة عكاظ بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك عام1413. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 27/359).
فتاوى ذات صلة