تتبع المساجد طلبًا لحُسن الصوت

س: ما حكم تتبع المساجد طلبًا لحسن صوت الإمام؛ لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب؟

ج: الأظهر -والله أعلم- أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، ويرتاح في صلاته، ويطمئن قلبه؛ لأنه ما كل صوتٍ يُريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلانٍ أو فلانٍ الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك، بل قد يُشكر على هذا ويُؤجر على حسب نيته، والإنسان قد يخشع خلف إمامٍ ولا يخشع خلف إمامٍ بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحُسن صوته، وليستفيد من ذلك، وليخشع في صلاته، لا لمجرد الهوى والتَّجول، بل لقصد الفائدة والعلم، وقصد الخشوع في الصلاة؛ فلا حرج في ذلك.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى[1]، فإذا كان قصده أيضًا زيادة الخطوات، فهذا أيضًا مقصد صالح[2].
  1. رواه البخاري في (الأذان) برقم (614) واللفظ له، ورواه مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1064).
  2. من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته، المنشورة في رسالة: (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 328).
فتاوى ذات صلة