حكم قطعية الأخ لأخيه

السؤال:

من أسئلة هذا السائل يقول -يا سماحة الشيخ-: أنا وأخي بيننا خصام من عدة سنوات، وعندما أمشي في الطريق أقول لأخي: السلام عليكم، ولم يرد علي السلام، وهذه عدة مرات، وقد تصالحنا عدة مرات، ولم ينفع هذا الصلح معه، وأنا أقول: بأن هذا السلام من قلبي وليس مجاملة أمام الناس، وأخي لا يصلي في المسجد، ويعمل بعض المنكرات، ماذا يجب علي تجاهه؟

الجواب:

الواجب عليك نصيحته، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر؛ لعل الله يهديه بأسبابك، وإذا تيسر أن يكون معك شخص آخر أو اثنان من الأقارب أو الأصدقاء تذهبون جميعًا إليه، وتنصحونه وتوجهونه إلى الخير، فهذا خير؛ لأنه قد ينتفع بذلك إذا كان معك غيرك ممن يعينك على نصيحته؛ لأن الله يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71].

فالمؤمنون أولياء، ومن ولايتهم فيما بينهم أنهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فلا تهجره، بل اجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير ولو هجرك، يقول النبي ﷺ: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.

فأنت اجتهد في وصله، والإحسان إليه ونصيحته وتوجيهه إلى الخير؛ لعل الله يهديه، لعل الله يرده إلى الصواب، ولعل الله يهديه لترك المنكرات، وليكن معك من يعينك على ذلك ويساعدك لعله يقبل منكم جميعًا، ولعله يتعظ، فإذا لم تجد الموعظة، واستمر على المجاهرة بالمنكرات استحق الهجر، استحق أن يهجر.

أما إذا كانت معصية خفية فيما بينه وبين نفسه، وأهل بيته داخل، وليست معصية ظاهرة، فلا تهجره، واجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير جزاك الله خيرًا، وأبشر بالخير، وادع له بظهر الغيب أن الله يهديه، وأن الله يعيذه من شر نفسه، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم.

فتاوى ذات صلة