هل يلزم إقناع الناس عند الدعوة إلى الله؟

السؤال:
السائل جمال صالح من اليمن يقول: كيفية إقناع الناس في طريق الدعوة كيف يتحتم ذلك، وما هي الأسس السليمة للدعوة إلى الله؟

الجواب:
إقناع الناس قد لا يتيسر، لكن الذي على الداعية البيان، يبين ويوضح والله هو الذي يهدي من يشاء، قال الله جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33]، وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108]، وقال جل وعلا: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ [التوبة:115]، ما قال: حتى يتبين، قال: حتى يبين لهم ما يتقون.
فالمقصود البيان والإيضاح، والله يقول: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ [إبراهيم:52]، هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران:138]، فالمقصود البلاغ والبيان، والله هو الذي يهدي من يشاء، يقول سبحانه: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272]، فليس من شرط الدعوة أن تقنعه، قد يكون مكابر قد يكون معاند لا يقنع، وإن كان الكلام مقنعًا والإيضاح مقنعًا لكن قد لا يقتنع، قد يقول: ما اقتنعت، فلا يلتفت إلى قوله، متى بلغ وأنذر وحذر وجبت عليه الحجة ووجب أخذه بها ولا يلتفت إلى قوله: أنا ما قنعت، إنما المقصود البيان، فمتى أبلغ الحجة وبين له الأمر وجب أن يعامل بمقتضى ذلك، فإن كان لا يصلي وجب أن يعامل بما يقتضيه الحكم الشرعي من قتله إن لم يتب، وإن كان يسب الله ورسوله أو يتعاطى أمورًا من الردة عومل بما يستحق وهكذا في جميع المسائل يعامل بما يستحق بعد البيان والإيضاح، ولو قال: إني لم أقتنع، يبين له باللغة التي يفهمها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.
فتاوى ذات صلة