حكم من يمنعه الحياء من النصح

السؤال: تقول عن نفسها وعن والدها: والدي دائماً يترك صلاة العشاء، وأحياناً كثيرة يترك صلاة العصر، وأنا أستحي أن أخبره بهذا، فهل علي إثم؟

الجواب: نعم؛ الواجب عليك تنبيهه والإنكار عليه بالكلام الطيب واللطف، لقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] ولقوله سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110] ولقوله سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] فهذه الآيات العظيمات كلها تدل على وجوب إنكار المنكر من الولد على والده والوالد على ولده، والأخ على أخيه والمسلم على أخيه، هذا عام، يجب على الجميع التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، لكن الولد مع والده يكون باللطف والكلام الطيب والحرص على أن يتأثر الوالد بالنصيحة، ولا مانع أيضاً من الاستعانة ببعض الأقارب والأصدقاء الذين يجلهم تارك الصلاة حتى ينصحوه حتى يوجهوه، حتى يعينوه على نفسه وعلى شيطانه، وهكذا كل آمر وناهي يتوخى الأسلوب المناسب ولو كان غير ولد، يتوخى الأسلوب المناسب الذي يرجو أن ينفع الله به، فالشدة في محلها واللين في محله، الأسلوب الحسن هو المطلوب، وإذا عاند تارك الصلاة استعمل معه الأسلوب الشديد إذا كان الآمر والناهي له سلطة له قوة، فيستعمل معه الأسلوب الشديد والعقاب أيضاً إذا استطاع العقاب حتى يستقيم، ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا عام يعم الولد والوالد والأخ والخال والعم إلى غير ذلك.
فالواجب على الولد أن يعتني بوالده وينصح له في الصلاة وغيرها بتحري الأسلوب الطيب المؤثر الذي يرجو من ورائه أن ينتفع والده بذلك، وألا يتكبر عليه وألا ينفر من الحق، وسوف يعينه الله إذا صدق وأخلص لله، سوف يعينه الله على أبيه، ويعين المرأة على أبيها، كل من الذكر والأنثى عليه أن يجاهد في هذا السبيل مع الوالد ومع الأخ ومع الخال ومع العم وهكذا، مع الصديق والجار ونحو ذلك، والله ولي التوفيق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة