حكم الذبح للأولياء وطلبهم المنافع ودفع المضار

السؤال: هذه رسالة وردت إلينا من أحمد علي مرزوق ، يماني الجنسية يقيم بالدرعية، يقول: نريد إيضاح الأدلة عما يوجد في بلادنا بلدة الجاح باليمن حيث يوجد أناس كثيرون يذبحون للأولياء سواءً كانوا أموات أو أحياء، ويدعونهم ويطلبون منهم جلب المنافع ودفع المضار، ووصل الأمر بهم عندما نصحناهم أن قالوا لنا: أنتم مشركون. فماذا يجب علينا نحوهم، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: قد أحسنتم في إنكاركم عليهم وبيان أن عملهم هذا منكر، وأما إنكارهم عليكم وزعمهم أنكم مشركون فهذا من أغلاطهم وجهلهم كما قيل: رمتني بدائها وانسلت.
هم المشركون بعملهم هذا، إذا كانوا يسألون الموتى ويتقربون إليهم بالذبائح وينذرون لهم ويدعونهم وبهم يستغيثون، هذا الشرك الأكبر، فإذا فعلوه مع ما يسمونهم بالأولياء سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم ويضرونهم، وأنهم يجيبون دعوتهم، وأنهم يشفون مريضهم، وأن لهم فيهم سراً يدعون معهم، ويستغاث بهم وينذر لهم، هذا شرك أكبر والعياذ بالله، وهذا عمل المشركين مع اللات والعزى ومناة ومع أصنامهم ومع آلهتهم الأخرى.
الواجب على ولاة الأمر في اليمن أن ينكروا هذا الأمر، وأن يعلموا الناس ما يجب عليهم من شرع الله، وأن يمنعوا هذا الشرك ويحولوا بين العامة وبينه، وأن يهدموا القباب التي على القبور ويزيلوها؛ لأنها فتنة، ولأنها من أسباب الشرك، ولأنها محرمة، الرسول ﷺ نهى أن يبنى على القبور، ولعن من اتخذ المساجد عليها، فلا يجوز البناء عليها لا مسجد ولا غيره، بل يجب أن تكون بارزة صاحية ليس عليها بناء كما كان قبور المسلمين في المدينة المنورة وفي كل بلد إسلامي لم يتأثر بالبدع والأهواء.
ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات أو بالأشجار والأحجار أو بالجن أو بالملائكة وعبادتهم من دون الله بطلب المدد منهم أو الغوث أو شفاء المرضى أو رد الغياب أو دخول الجنة أو النجاة من .. كل هذا شرك أكبر، وهكذا الذبح لغير الله قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، وقال النبي ﷺ: لعن الله من ذبح لغير الله فالذبح لغير الله من الكواكب والجن والملائكة والأولياء وغيرهم شرك أكبر نعوذ بالله؛ لأن الذبح عبادة يجب أن يكون لله وحده، وهكذا النذر عبادة، فإذا نذر للأولياء ذبيحة أو طعاماً أو نقوداًَ صار شركاً أكبر نعوذ بالله، وهكذا الاستعاذة بهم، والاستغاثة بهم، ودعاؤهم تفريج الكروب وقضاء الحاجات ونحو ذلك كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا طلب المدد: المدد يا فلان، المدد يا فلان.
فعلى العلماء أن ينكروا هذا ويعلموا هؤلاء الجهال ويرشدوهم، وعلى ولاة الأمور أن ينفذوا حكم الله فيهم، وأن يزجروهم عن هذا الأمر، وأن يحولوا بينهم وبينه، وأن يؤدبوا من لم يرتدع وأن يستتيبوه من هذا الشرك الوخيم، هذا الواجب على العلماء وعلى الحكام والأمراء. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: والعامة يهجرونهم؟
الشيخ: لمن عرف هذا منهم ولم يستجيبوا لداعي الحق فيجب أن يهجروا، يجب أن يهجروا وينكر عليهم هذا العمل السيء حتى يتوبوا إلى الله منه، حتى يستقيموا على الطريق السوي. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير.  
فتاوى ذات صلة