حكم الذهاب إلى المشعوذين طاعة للوالدين

السؤال: له سؤال طويل ملخصه: أن له أخت كانت مع رجل وطلقها بسبب والدته، ثم إنها بعد الطلاق أصيبت بحالة مرضية، أرغمه والده ووالدته على الذهاب بها إلى أحد الأشخاص يعتقد أنه مشعوذ، ومنذ ذلك الوقت وهو يفكر في أمره، ويرجو من سماحتكم توجيهه كيف يتصرف، وهل يكون قد وقع في الإثم، جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: أعد. الله المستعان.
المقدم: يقول: إن له أخت كانت متزوجة من أحد الأشخاص، ثم إنه طلقها بسبب والدته، وبعد الطلاق أصيبت أخته بحالة مرضية، اضطر معها بسبب والده ووالدته إلى الذهاب بها عند أحد الأشخاص يعتقد أنه مشعوذ، وحينئذ أصيب بالقلق وأصبح يفكر هل قمت بعمل محرم كالشرك، ويرجو توجيهكم جزاكم الله خيراً؟ 

الجواب: نعم لا يجوز له ذلك، ليس له طاعة والديه فيما حرم الله، والذهاب بأخته إلى المشعوذ لا يجوز؛ لأن الرسول ﷺ نهى عن إتيان الكهان وعن سؤالهم، والمشعوذون هم العرافون والمنجمون والكهنة، فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، وإذا أمره بذلك والده لم يجز له طاعته؛ لأن الرسول عليه السلام قال: إنما الطاعة في المعروف وقال عليه الصلاة والسلام: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
فيعتذر ويقول: يا والدي هذا ما يجوز، لكن نذهب بها إلى من يقرأ عليها من الطيبين امرأة صالحة تقرأ عليها، رجل صالح يقرأ عليها بدون خلوة، إلى الطبيب أما إلى المشعوذين من كهنة ومنجمين وسحرة ونحو ذلك هذا لا يجوز، فإنه لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم بالكلية، بل يجب على ولي الأمر أن يمنعهم من ذلك وأن يؤدبهم، حتى يرتدعوا عن تعاطي العلاج. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، أما الحال وقد وقعت فبم توجهونه جزاكم الله ...؟
الشيخ: ... التوبة إلى الله والندم، والعزم أن لا يعود في هذا الشيء. نعم.
المقدم: وحينئذٍ يكون إن شاء الله تعالى ..
الشيخ: لأن التوبة تجب ما قبلها، إذا صدقت التوبة بالندم على الماضي والإقلاع من الذنب والعزم الصادق أن لا يعود فيه فإن الله يغفر له سبحانه وتعالى. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرا، هو قلقه من كونه قد وقع منه هذا الشيء.
الشيخ: إن شاء الله يرجى له الخير في هذا، نعم الإنسان إذا قلق من أجل خوف الله والرغبة فيما عنده فهو على خير عظيم، الله المستعان.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة