نصيحة للمغتربين بعدم تطويل الغياب عن أهاليهم

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: إن زوجها غاب عنها أكثر من سبع سنوات، وحتى كتابة هذه الرسالة لم يصل إليهم، وترجو من سماحتكم توجيه المغتربين عن أزواجهم جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

نعم، إني أنصح المغتربين جميعًا في أي مكان أن لا يطولوا السفر عن أزواجهم، وأن يحرصوا على سرعة الإياب؛ لأن بقاء المرأة بدون زوج فيه خطر عظيم على عرضها وعلى زوجها وعلى أولادها وعلى المجتمع كله، فالمشروع للمؤمن أن يراعي هذا الأمر وأن لا يطول الغربة بالنسبة إلى زوجته وأولاده بل تكون الغربة قصيرة ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الشرور، وقل فيه العلم، وقلت فيه التقوى، وغلب فيه الجهل والشر والفساد.

فالمؤمن يتقي الله في أهله ولا يطول، أو ينقلهم معه إلى محله الذي هو فيه ولا يتركهم وحدهم، إما أن ينقلهم إذا كان المحل الذي هو فيه آمن وليس فيه خطر وإلا فليعجل الغربة ولا يتأخر، وليعمل في بلد حوله وفي بلدهم حتى يمكن له الوصول إليهم بين وقت وآخر من دون مشقة ولا خطر.

فالحاصل أن الواجب على الأزواج أن يتقوا الله في أزواجهم وأن يحذروا إهمالهم فإن في ذلك خطرًا عظيمًا على الجميع.

وقد كان عمر  يكتب إلى الجنود أن لا يتأخروا أكثر من ستة أشهر عن أزواجهم؛ لما علم من الخطر في ذلك، فكيف لو رأى الحال ورأى الزمان اليوم؟

فالذي ينبغي أن لا يطول ولا ستة أشهر بل شهرين ثلاثة أقل من ذلك، وإذا أمكن أن يأتي إليهم بين وقت وآخر في أقصر وقت ويرجع إلى عمله إذا أمكن ذلك فهذا هو الأحوط وهو الذي ينبغي، وإذا أمكن أن ينقلهم إلى محله إذا كان نقلهم ليس فيه خطر فهو أولى وأحوط أيضاً.

فالحاصل أنه ينبغي للزوج أن لا يطول الغربة وأن يسرع الإياب إلى أهله حتى لا تقع المصيبة التي يخشى منها ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.

فتاوى ذات صلة