الحث على الرفق في الدعوة إلى الله

السؤال:

هذا السائل للبرنامج يقول في هذا السؤال الذي رمز لاسمه بـ (أ. أ) يقول: سؤالي عن المواعظ والخطب التي نسمعها من بعض المحدثين -هداهم الله- حيث يخرج منهم كلام حاد وعنيف على بعض من صدرت منه مخالفة، والبعض من الناس تحصل هذه المخالفة منه عن طريق الجهل، هل هذا مشروع؟ 

الجواب:

السنة للواعظ والمذكر الرفق، واستعمال الأسلوب الحسن، والترغيب والترهيب، والجدال بالتي هي أحسن، هذا هو السنة، قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] حتى يقبل الناس الحق، وحتى يخضعوا لسماع الخير، وحتى يطمئنوا، ولا يجوز في مثل هذا التعنيف والتشديد؛ لأن هذا ينفر من سماع المواعظ والذكرى.

وقد قال النبي ﷺ: من يحرم الرفق يحرم الخير كله وقد قال الله -جل وعلا- في وصف نبيه ﷺ: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] فما دام المستمعون يصغون إلى الحديث، ويستفيدون فالحمد الله، عليه أن يستمر، ويراعي الأسلوب الحسن، والرفق رجاء أن ينفعهم الله بما يسمعون.

أما من تعدى وظلم؛ فله شأن آخر، في كتابه، وفي عقابه لما يستحق كما قال الله -جل وعلا-: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46] من ظلم منهم له عقاب يليق به، لكن الداعي يستعمل الرفق في دعوته، وإذا دعت الحاجة إلى الشدة في بعض المنكرات؛ لأن صاحبها قد ظلم، وتعدى، وكابر؛ فلا بأس، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة