حكم الترفع عن السير مع الآباء

السؤال:

من الصور المحزنة سماحة الشيخ: أن يأنف الشباب من السير مع الآباء، ولاسيما إذا كان الآباء من العوام أي من أولئك الذين لم يكن لهم فرصة للتعلم والتعليم والثقافة، توجيهكم هذا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وهذا أيضًا غلط، والواجب على الولد أن يتواضع، وأن يعرف قدر والديه، وأن يحمد الله على ما أعطاه من العلم والبصيرة، وأن يستعين بذلك على توجيه والديه بالحكمة والكلام الطيب، وينبههما على ما قد يخفى عليهما، ويكون في غاية العطف عليهما، والذل لهما والاستكانة والتواضع كما أمر الله بذلك قال: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ [الإسراء:24].

فالواجب أن يتواضع لوالديه، وأن يعرف قدرهما ولو كانا عاميين، يجب عليه أن يعرف قدرهما، وأن يحسن إليهما، وأن يعاملهما بالبشاشة، والتواضع والكلام الطيب، هذا من أهم الواجبات، وأن لا يؤثر عليهما زميلًا أو صديقًا أو غير ذلك، بل يجب أن يعرف حقهما، وأن يحسن إليهما في جميع الأوقات، ولو قدر أنهما تكلما عليه في بعض الأشياء، أو انتقداه في بعض الأشياء يبين لهما ما قد يخفى عليهما، ويبصرهما، وليستعن بأهل الخير من أقاربه إذا لم ينفع كلامه هو معهما ليستعن بالأخيار الطيبين من أعمام وأخوال وجيران طيبين حتى يشرحوا للوالدين ما يجب شرحه من حال الولد وحق الولد على والديه من أن يعيناه على الخير وأن يوجهاه إلى الخير، فالوالدان لهما حق، والولد له حق أيضًا.

فالوالدان عليهما أن يعيناه على الخير وأن لا يثبطاه عن الخير، بل عليهما أن يعيناه على الصلاة في الجماعة، وعلى صحبة الأخيار وعلى ترك صحبة الأشرار، ويعيناه على طلب العلم وعلى كسب الحلال، وهو عليه أن يعرف قدرهما، ويحسن إليهما، ويتواضع لهما، ويبرهما ويؤدي حقهما. رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

المقدم: اللهم آمين. سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

الشيخ: آمين، نسأل الله ذلك.

فتاوى ذات صلة