حكم صلاة كبير السن قبل دخول الوقت

السؤال:

هذا السائل من سلطنة عمان يقول -سماحة الشيخ-: معظم المسنين في مرحلة معينة تقدم بهم العمر لا يستطيعون التمييز بين أوقات الصلاة، فتجد البعض منهم في بعض الأحيان قائم يصلي صلاة العصر في حوالي الساعة الثانية والنصف، لم يدخل الوقت في مثل هذه الحالة، وأحيانًا في الثالثة بالرغم من إقناعهم أن وقت الصلاة لم يحن بعد، ولكنهم لا يقتنعون بسهولة؛ فهل يقبل منهم، وهم على هذه الحالة، كبر السن والتقدم في العمر، وأحيانًا يكونون على غير وضوء بسبب تقدمهم كما ذكرت في السن؟

الجواب:

يعلمون ويوجهون إذا كانوا يعقلون يعلمون، لا تجوز لهم الصلاة إلا بعد دخول الوقت، إذا سمعوا الأذان يصلون إذا كانوا لا يستطيعون الذهاب إلى المساجد، يقال لهم: لا يجوز؛ الصلاة باطلة إلا إذا كان مريضًا له أن يجمع، إذا كان كبيرًا في السن عاجزًا يصلي الظهر والعصر، لا بأس في وقتهما، في وقت إحداهما، تصح، أو المغرب والعشاء في وقت إحداهما تصح؛ لأنه عاجز عن الصلاة كل صلاة في وقتها، فإذا صلى الظهر في وقت العصر، أو العصر في وقت الظهر، وجمع بينهما فلا بأس، أو المغرب والعشاء كذلك؛ لكبر سنه وعجزه.

أما إذا كان شعوره قد زال، ولا يعقل، ذهب عنه العقل، فلا شيء عليه، ليس عليه صلاة؛ صلاته باطلة، ولا يشتغل به، إذا كان عقله قد تغير واختل، أما إذا كان عقله معه مضبوط يعلم، يجب عليه أن يصلي الظهر والعصر في وقتها، والمغرب والعشاء في وقتها، ولا بأس بالجمع إذا كان يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها، وإذا كان يستطيع الصلاة مع الناس يلزمه الخروج حتى يصلي مع الناس في المساجد، والله المستعان.
المقدم: الله المستعان، الأولاد والبنات إذا قاموا على والدهم الكبير في السن، هل لهم أجر إذا قاموا بتعليمه، وفي تأدية الصلاة؟

الشيخ: نعم مأجورون، بل يجب عليهم إذا كان يجهل يجب عليهم أن يعلموه، لكن بالرفق بالكلام الطيب، والرفق لا بالشدة؛ حتى يقبل منهم، وهكذا مع غيره -من كبار السن أو من غيرهم- يتحرى المعلم الرفق؛ لأن هذا أقرب إلى القبول، كما قال ﷺ: من يحرم الرفق يحرم الخير كله فالولد مع والده، ومع أخيه الكبير، ومع جده، ومع أمه يرفق كثيرًا؛ لعله يقبل منه، وهكذا مع غيرهم؛ فإن الشدة قد تسبب الحرمان، وعدم الفائدة، لكن يرفق، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم. 

فتاوى ذات صلة