حكم صلاة التراويح عشرين ركعة

السؤال:

إحدى الأخوات المستمعات من الخبر، بعثت برسالة، ضمنتها ثلاثة أسئلة، في أحدها تقول: لقد قرأت في بعض الكتب أن صلاة التراويح عشرين ركعة، لم ترد عن الرسول ﷺ، وكذلك لم ترد عن عمر بن الخطاب، كما يزعم بعض الناس، فهل صلاة عشرين ركعة بدعة، أم هي جائزة ولا حرج فيها أبدًا؟ 

جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

صلاة التراويح ليس فيها حد محدود، من صلى عشرين فلا بأس، ومن صلى ثلاثين فلا بأس، ومن صلى أربعين فلا بأس، ومن صلى إحدى عشرة فلا بأس، ومن صلى ثلاث عشرة فلا بأس، ومن صلى أكثر أو أقل فلا بأس، أمرها واسع؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى ولم يحدد حدًا -عليه الصلاة والسلام-، هكذا جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر، قال: صلاة الليل مثنى مثنى -وهذا يعم رمضان وغيره- فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى فأبان ﷺ أن صلاة الليل مثنى مثنى، إذا صلى عشر يوتر بواحدة بعد ذلك، صلى عشرين يوتر بواحدة، صلى ثلاثين يوتر بواحدة، صلى أربعين يوتر بواحدة، صلى مائة يوتر بواحدة، ما فيه حد محدود، ما قال: صلاة الليل عشرًا وإلا عشرين، قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح يعني: لو مد الصلاة وخشي الصبح  يوتر بواحدة وهكذا لو أوتر في أول الليل يصلي ما قسم الله له، ويوتر بواحدة، أو في جوف الليل كذلك.

وكان ﷺ ربما أوتر بسبع، ربما أوتر بخمس، ربما أوتر بتسع، وكان في الأغلب يصلي إحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما صلى ثلاث عشرة، صلى ثنتي عشرة، ثنتين ثنتين، ثم يوتر بواحدة، هذا هو الغالب من فعله ﷺ، وربما نقص فصلى سبعًا أو تسعًا أو خمسًا أو ثلاثًا، لكن الغالب والأكثر يصلي إحدى عشرة، وفي بعض الأحيان ثلاث عشرة، ولكن ما نهى عن الزيادة -عليه الصلاة والسلام- من شاء زاد، وثبت عن عمر والصحابة أنهم فعلوا ذلك، صلوا إحدى عشرة، وصلوا ثلاثة وعشرين، ثبت هذا وهذا، عن عمر .

فالذي أنكر ثبوته عن عمر قد غلط، بل هو ثابت عن عمر أنه صلى ثلاثة وعشرين، وفي بعض الليالي صلى إحدى عشرة، فالأمر واسع، والحمد لله. 

ومن صلى أكثر كما فعل بعض الصحابة فلا بأس، بعض السلف كان يصلي ستًا وثلاثين، ويوتر بثلاث، الجميع تسعة وثلاثين، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، فليس في هذا حد محدود، والحمد لله، لكن مثنى مثنى، ثنتين ثنتين، هذا هو السنة في رمضان وفي غيره.

ولكن كونه يصلي ثلاث عشرة إحدى عشرة أفضل؛ لأنه أرفق؛ لأنها توافق فعل النبي ﷺ، وإن صلى ثلاثًا وعشرين كما فعل عمر في بعض الأحيان فلا بأس، وإن أحب الزيادة هو وجماعته فلا بأس، لكن يرفق بالذين معه، لا يطول عليهم، ويطمئن في ركوعه وسجوده، يرتل في قراءته؛ لأن هذا أنفع للمسلمين، ولا يجوز له أن ينقرها نقرًا، بل يجب أن يطمئن، فإذا صلى إحدى عشرة مع الطمأنينة والترتيل في القراءة كان أفضل، من عشرين، وإذا صلى ثلاث عشرة كذلك، وإذا كان يشق عليه صلى سبعًا مع الترتيل، ومع الطمأنينة أفضل، وهكذا، خمس، ثلاث، حسب طاقته فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

وإن من أهم المهمات أنه يطمئن، ولا يعجل في قراءته، يطمئن ويرتل حتى يستفيد، وحتى يستفيد الجماعة الذين خلفه، ينتفعون بالقراءة إذا رتل واطمأن استفاد الجميع هو والجماعة، فيطمئن في ركوعه وسجوده ويرتل في قراءته ويخشع فيها حتى يستفيد من وراءه، وحتى يستفيد هو، وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة