الحكمة من الجهر بالقراءة أو الإسرار بها في الصلاة

السؤال: أيضاً يقول: ما هي الحكمة من أن صلاة الفجر والمغرب والعشاء جهرية، وصلاة الظهر والعصر سرية، أي: في الخفاء، وفقكم الله وبارك في جهودكم لخدمة المسلمين؟

الجواب: هذا ليس فيه نص في بيان الحكمة فيما نعلم، أقول: ليس هناك نص في بيان الحكمة فيما نعلم إلا أن بعض أهل العلم ذكر شيئاً في هذا وهو أن الظهر والعصر تأتي في النهار في وقت العمل والناس مشغولون بأعمالهم فناسب أن تكون سرية حتى يقبل كل واحد على صلاته وحتى يشتغل بقراءته فيما بينه وبين نفسه حتى لا يشغل بشيء آخر، بخلاف ما لو جهر الإمام فإنه قد ينصت له ولكن تذهب به الهواجس والأوهام إلى أشياء أخرى، فإذا أقبل على صلاته واشتغل بقراءته كان أقرب إلى جمع قلبه على الصلاة، أما في الليل فالغالب أن الشواغل تنتهي وتقل، وهكذا الفجر بعد قيامه من النوم ما بعد شرع في المشاغل مشاغل الدنيا فيكون قلبه فارغاً وحاضراً يستمع قراءة الإمام وليستفيد من قراءة الإمام بإنصاته له، فالليل محل قلة الشغل وتواطؤ القلب مع اللسان ليستفيد ويستمع قراءة الإمام ويتدبر ما يسمع، فهذا أقرب إلى أن يسمع وإلى أن يستفيد وإلى أن يتدبر، بخلاف النهار فإنه مشغول وعنده من مشاغل الدنيا ما يقلقه عن الاستماع والإنصات، فشرع الله له أن يشتغل بنفسه وأن يقرأ بنفسه حتى لا تذهب به الوساوس إلى أشياء أخرى، هذا مما قيل في هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
فتاوى ذات صلة