بناء المساجد على القبور محرم ومنكر

السؤال: وهذه رسالة وردت من (س) شبوة من اليمن الديمقراطية، يقول في رسالته: يوجد في قريتنا مسجد، ويوجد في هذا المسجد ضريح يزعم أجدادنا أنه لأحد الأولياء، يطلقون عليه اسم الحبيب، والمسجد يتكون من ثلاث غرف كبيرة في اتجاه العرض بالنسبة للقبلة، وهذا الضريح يوجد في الغرفة الأمامية، ونحن نصلي في الوسطى، ولا يحجز بينها وبين التي فيها الضريح إلا جدار، فما حكم صلاتنا في هذا المسجد، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: بناء المساجد على القبور محرم ومنكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك.
فالرسول ﷺ نهى عن البناء على القبور واتخاذها مساجد، كما صح عنه ﷺ أنه: نهى عن تجصيصها والقعود عليها والبناء عليها فلا يجوز الصلاة في هذا المسجد، بل يجب أن يهدم إذا كان بني على القبر.
أما إذا كان القبر أحدث في المسجد والمسجد قديم، والقبر أحدث فيه فإنه يزال، ينبش وتنقل رفاته إلى المقبرة العامة في حفرة خاصة، يسوى ظاهرها كسائر المساجد، ويبقى المسجد على حاله يصلى فيه، والقبر يزال إذا كان هو الأخير، يعني تزال الرفات يعني آثار الميت من عظام ونحوها تنقل إلى حفرة في المقبرة العامة ويسوى ظاهرها كالقبر أسوة بقية القبور.
وأما هذا القبر فيسوى، تسوى الأرض بعد نقل الرفات ويصلى في المسجد، هذا إذا كان القبر هو الأخير، أما إذا كان القبر قديماً فإن المسجد هو الذي يهدم الذي بني عليه؛ لأنه أسس على غير التقوى، لأنه فيه عصيان للرسول ﷺ، والتأسي بـاليهود والنصارى في أعمالهم الخبيثة، والله المستعان نعم.
المقدم: بارك الله فيكم يقول: إذا لم تصح صلاتنا في هذا المسجد فما العمل مع العلم أنه هو المسجد الوحيد في القرية؟
الشيخ: تقدم الجواب عن هذا، إن كان المسجد هو القديم والقبر أحدث يزال، القبر يعني ينبش وتنقل رفاته إلى حفرة في المقبرة العامة، ويسوى محله ويصلى في المسجد، أما إن كان المسجد بني عليه وهو القديم القبر هو قديم، فإن المسجد هذا يهدم ويبدل، يعني: يبنى مسجد آخر في محل آخر ليس فيه قبر. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة