حكم من فعل العادة السرية في نهار رمضان

السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الرياض وباعثها أحد الإخوة يقول: أخوكم في الله (م. ع. ح) أخونا يقول: كنت من قبل أربع سنوات من الآن من الشباب الطيبين وملتزم بالصلاة والسنة، ولكنني صاحبت جلساء سوء وبدأت أترك هذا الطريق حتى أصبحت أتهاون في أداء الصلاة، وارتكبت إحدى المعاصي في نهار رمضان منذ حوالي ثلاث سنوات، وبدأت من العام الماضي أشعر بذنبي ورجعت إلى ما كنت عليه باتباع السنة وإقامة الصلاة، ولكن كل ما تذكرت الذي عملته في نهار رمضان خاصة عند قيامي لصلاة الفجر حزنت وبدأت عيناي تذرف من الدموع، فأرجو من سماحة الشيخ توضيح ما يجب علي أن أفعله، هل هو صيام أم قضاء وجزاكم الله خير الجزاء.
والواقع يذكر بالتفصيل خطيئته التي ارتكبها في نهار رمضان سماحة الشيخ؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالحمد لله الذي هداك -يا أخي- للرجوع إلى الصواب، ولزوم طريق السنة والجماعة، وصحبة الأخيار، ومن تاب تاب الله عليه، وهذا الذي أصابك من الحزن على ما حصل منك من الانتكاس هذا يدل على خير عظيم، فأبشر بالخير والتوبة يمحو الله بها ما قبلها، من تاب تاب الله عليه، يقول النبي ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ويقول ﷺ: التوبة تهدم ما كان قبلها فالتوبة تهدم ما جرى منك من تقصير والحمد لله، وهذا الحزن إذا ذكرت سيئتك والبكاء هذا خير عظيم وفائدة كبيرة، وهذا منك من جنس ما قال بعض السلف: إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار، قيل: كيف ذلك؟ قال: يفعل الحسنة فيعجب بها ويتكبر بها ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها ويحزن كلما ذكرها فيدخل بها الجنة.
فأنت بهذه التوبة وبهذا الندم وبهذا الحزن يرجى لك الخير العظيم، ويرجى قبول توبتك، فأنت على خير عظيم.
أما ما جرى منك في رمضان فعليك عنه الكفارة مع التوبة الصادقة، تصوم اليوم الذي جرى فيه الجماع تقضيه وعليك الكفارة عن الجماع، وهي عتق رقبة إن كنت تستطيع، فإن عجزت صمت شهرين متتابعين، فإن عجزت أطعمت ستين مسكينًا، ثلاثين صاعًا، وأنت أعلم بنفسك، إذا استطعت أن تعتق رقبة توجد في بعض الجهات الإفريقية أرقاء بالتوارث موجودين يباعون وقد اشترينا من ذلك جملة وأعتقناها، وإن عجزت عن ذلك فالصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكينًا، كل مسكين يعطى نصف الصاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت البلد، ونصف الصاع يقارب كيلو ونصف من الحنطة ونحوها.
وهذا هو الواجب عليك مع التوبة والاستغفار ومع قضاء اليوم، والمرأة مثله، المرأة كذلك إذا كانت صائمة بالغة المقصود أن عليها مثلك، عليها التوبة والاستغفار وقضاء اليوم وعليها مع ذلك الكفارة إذا كانت مطاوعة، أما إذا كانت مقهورة مغصوبة لا قدرة لها فليس عليها شيء. نعم.
المقدم: قد أضطر للتصريح سماحة الشيخ الموضوع ليس موضوع جماع مع طرف آخر، هو ما يسمى بالعادة السرية عند الشباب؟
الجواب: ما هو جماع؟ العادة السرية لا، العادة السرية ما فيها إلا قضاء ما فيها كفارة، العادة السرية فيها القضاء فقط، قضاء اليوم والتوبة والاستغفار والحمد لله.
المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة