حكم طلاق من بان مرضها بعد الزواج منها

السؤال: الأخ علي إبراهيم علي من السودان له سؤال ثان في رسالته يقول فيه: إن أخي متزوج من بنت خالته، وأنجبت له طفلين لكنها ظهرت له بأنها مريضة بمرض كريه، لا يعالجه الدكاترة ولا الأولياء، ويرميها في النار، وتأكد هذا الأخ بأن هذه الزوجة مريضة قبل الزواج، لكنه لا يعرفها، وأراد طلاقها فماذا عليه؟ 

الجواب: لا حرج في طلاقها إذا أحب أن يطلقها لمرضها المذكور فلا بأس، لكن إذا كان ليس لها من يقوم بحالها ويؤويها ويعالجها ويصبر عليها فالأولى له أن يصبر هو ويحتسب الأجر حتى يصونها وحتى يحميها عن وقوعها في النار وعما يضرها هذا هو الذي ينبغي له، ينبغي للمؤمن أن يرحم زوجته ولا سيما أم أولاده ويعطف عليها حتى يشفيها الله من فضله أو يختار لها الموت.
لكن إذا كان لها أهل يقومون عليها، ويعطفون عليها، ويتولونها، فلا مانع من طلاقه لها.
أما إن كانت ليس لها أحد فالأفضل له والأولى به الصبر؛ لعله يستطيع أن يعمل شيئاً معها من المعروف من علاج أو غيره، وأقل شيء أن ينفق عليها ويحسن إليها حتى يتم شفاؤها أو يختار الله لها الوفاة.
وقوله: لا يستطيع علاجها الأطباء ولا الأولياء هذا فيه تفصيل: فإن الأولياء هم المؤمنون، وبعض الناس يظن أن الأولياء ناس لهم خصوصية يتصرفون في الناس، أو لهم كرامات خاصة، أو لهم تصرف في الكون، هذا غلط عظيم، فأولياء الله هم أهل الإيمان، هم أهل التقوى، كل من كان مسلماً مؤمناً هو ولي لله، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63]، قال سبحانه في سورة الأنفال: وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ [الأنفال:34]، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الخير والاستقامة، هم صالحو المسلمين، فينبغي لك أن تعلم ذلك، فليس الولي شخصاً له خصوصية بالتصرف في الكون، أو بشفاء المرضى، أو بعلم الغيب، أو ما أشبه ذلك، هذا يظنه بعض الجاهلين، ويظنه بعض الصوفية الغالطين الجاهلين، فالأولياء هم المؤمنون، ليس لهم خصوصية أخرى غير المؤمنين، هم المؤمنون، هم مطيعون لله ولرسوله، هم أهل التقوى والهدى، يقال لهم: أولياء الله، ويقال لهم: مؤمنون، ويقال لهم: مسلمون، ويقال لهم: الأبرار، ويقال لهم: الصالحون، وهم ليس في أيديهم شيء من علم الغيب، ولا من شفاء المرضى، ولا من التصرف بعباد الله بما ليس في طوق العبد، وإنما قد يدعون فينفع الله بدعائهم، قد يرقون الميت فينفع الله برقيتهم كسائر المؤمنين ليس لهم صفة خاصة، بل كل مؤمن فهو ولي لله ، وليس في أيديهم التصرف في العباد أو في الكون كما يظن بعض الجهلة من الصوفية وغيرهم، فمن ظن أو اعتقد أن بعض الناس يتصرف في الكون مع الله يدبر الكون، يشفي المرضى، يعلم الغيب، هذا كفر وضلال، كفر أكبر نعوذ بالله من ذلك، وإنما شفاء المرضى بيد الله، وعلم الغيب إلى الله ، والتصرف بالعباد بيده جل وعلا، لا أحد يتصرف بالعباد غيره ، فينبغي للسائل أن يعلم هذا، وأن يكون على بينة، حتى لا يقع فيما وقع فيه الجاهلون من اعتقادات فاسدة فيما يظن فيما يسمونهم بالأولياء، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة