حكم من وعدت أن تذبح خروفًا فذبحت جديًا

السؤال:

إحدى المستمعات بعثت برسالة إلى البرنامج، وآثرت عدم ذكر اسمها، إنما لها قضية تقول فيها: انقطعت عن الدراسة مدة طويلة، وكنت مولعة جدًا بالدراسة فقلت: لو أكملت دراستي سوف أذبح خروفًا، وأوزعه كما توزع الأضحية، وكما أعرف بأن الأضحية تقسم إلى ثلاثة أقسام، ويوزع كل قسم في مكانه، وبعد عدة سنوات أتيحت لي الفرصة، وأكملت -والحمد لله- دراستي، وذبحت جديًا، ذكر الماعز، ووزعته قسمًا للفقراء، وقسمًا للأقارب، وقسمًا لأهل البيت، وهم أمي، وإخوتي وأكلت منه، ولكن قيل لي: بأنه لا يجوز ما فعلت، فالنذر أولًا: يوزع كاملًا، ثانيًا: ذبحت جديًا، ونذرت أنت خروفًا، وهذا أيضًا لا يجوز، مع العلم أنني لم أقتنع، فوجهوني جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

هذا الذي قلتيه ليس بنذر، لو تمت الدراسة، أو نجحت؛ ذبحت، هذا ليس... هذا وعد، وليس بنذر، والأفضل الوفاء به، لكن لا يسمى نذرًا إلا إذا قلت: نذر لله، أو صدقة لله، أو عليّ لله، وما أشبه هذا، هذا النذر، أما لو أكملتِ فعلتِ هذا ليس بنذر.

والأمر الثاني: أن الجدي لا يكفي؛ لأنك قلت: خروفًا، لابد تذبحين شيئًا يجزئ في الأضحية، يعني: جذعًا من الضأن، أو ثنيًا من المعز، يعني شيئًا تامًا يجزئ في الأضحية، وإذا كنت أردت بهذا الكلام أنك توزعينه كالأضحية، فأنت على نيتك، ولا بأس، والذي فعلت كاف، لكن يبدل الجدي ما دام الجدي صغيرًا، ما دام دون الثني؛ فلا يكفي، يعني من المعز دون الثني ما يكفي، لابد من ثني من المعز، أو جذع من الضأن، فأكبر، فهذا هو الذي يقوم مقام هذا الوعد، فأنت -إن شاء الله- توفين بالوعد، وليس بواجب، لكن هذا هو الأفضل لك؛ لأن هذا وعد نوع من النية، والشكر لله -جل وعلا- فالوفاء به مطلوب، من صفات المؤمن: إذا وعد؛ وفى، ومن صفات المنافق: إذا وعد أخلف، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.  

فتاوى ذات صلة