حكم من حرم شيئًا على نفسه ثم رجع إليه

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات رمزت إلى اسمها بالحروف (س. ع) تقول: امرأة قالت لأخرى بعد زعل بينهما: حرام علي ألا أتصل بتلفونك بعد اليوم، ثم إنها اعتذرت لها واتصلت بتلفونها، فماذا عليها؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فليس للمسلم أن يحرم ما أحل الله له، قال الله -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1] الآية، فالمسلم ليس له أن يحرم ما أحل الله له، ولكن متى وقع ذلك مثل ما قالت هذه المرأة: أنها حرام عليها أن تكلمها بالتلفون متى كلمتها فعليها كفارة اليمين، حكمه حكم اليمين، ولهذا قال الله سبحانه بعدما أنكر على نبيه ﷺ تحريم ما أحل الله، قال: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْْ [التحريم:2] فدل على أن هذا حكمه حكم اليمين، فإذا قال: حرام عليه أن يكلم فلانًا؛ حرام عليه أن يزور فلانًا، حرام عليه أن يأكل طعام فلان.

أو قالت المرأة كذلك: حرام علي أن أكلم فلانة، أو فلانًا، أو أزور فلانة، أو فلانًا، فيه كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فمن عجز عن هذا كله؛ فعليه كفارة اليمين، كما أوضح الله ذلك في كتابه العظيم في سورة المائدة، والإطعام نصف صاع لكل واحد، كيلو ونصف لكل واحد من تمر، أو غيره من قوت البلد، كالأرز والحنطة ونحو ذلك، أو يكسوهم على قميص قميص، أو إزار ورداء، أو يعتق رقبة عبد، أو أمة، فمن عجز عن هذا الشيء يصوم ثلاثة أيام، والحمد لله. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة