ما معنى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}؟

السؤال: المستمع عيسى محمد صالح سوداني مقيم في دولة قطر يسأل عن تفسير قوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:97]؟

الجواب: هذه الآية ذكر علماء التفسير أنها نزلت فيمن جلس بين أظهر المشركين ولم يهاجر من دون عذر، فإنه قد ارتكب إثمًا عظيمًا بإجماع المسلمين كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله وغيره، فالملائكة تقول لهم: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا [النساء:97] يعني: لماذا لم تهاجروا تتركوا بلاد الشرك؟
وهذه البلاد التي لا يظهر فيها الإنسان دينه ولا يستطيع أن يظهر دينه، فهذا لا يجوز له الإقامة بينهم ، بل يجب عليه أن يهاجر؛ إلا إذا كان عاجزًا لكونه لا يهتدي السبيل، وليس عنده نفقة لمن يدله على الطريق، هذا معذور؛ لقوله سبحانه: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا [النساء:98] لا يستطيع حيلة لعدم النفقة، ولا يهتدون السبيل لعدم دلالة الطريق لو خرجوا: فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:99] فهؤلاء هم الذين جلسوا في بلاد الشرك ولم يهاجروا مع القدرة فالله توعدهم بجهنم نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة