مشروعية الإكثار من ذكر الله في جميع الأحوال

السؤال: هنا رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (ز. ع. م) أختنا لها مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال عن ذكر الله في كل الأحوال، هل يجوز ذلك؟ أم يعد جفاء كما سمعت من بعض الناس؟

الجواب: المشروع ذكر الله على كل حال، وأينما كان الإنسان إلا في مواضع القذر كالحمام ونحوه مما فيه قذر، فيمسك الإنسان حتى يخرج من محل قضاء حاجته، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، ويقول : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35] فذكر من أهل الإيمان الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وقد وعدهم الله بالمغفرة والأجر العظيم، وقال سبحانه: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152] وقال : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10]، وقال سبحانه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:190-191] الآية.

ويقول النبي ﷺ: سبق المفردون، قيل: يا رسول الله! من المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات رواه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله رجل، قال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بباب جامع أتمسك به؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله .. لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله هكذا ينبغي.

فالجفاء في ترك الذكر وليس في الذكر، الجافي هو الغافل المعرض هذا الجافي، وأما المشغول بذكر الله قائمًا وقاعدًا في بيته وفي المسجد وفي الطريق وفي كل مكان هذا هو الموفق، وهو المهدي، ليس هو الغافل وليس هو الجافي. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خيرا.

فتاوى ذات صلة