حكم أذكار أدبار الصلوات، وبيان بعضها

السؤال:

يسأل ويقول: التسبيحات والدعوات هل هي فرض أم سنة؟ وهل هناك تسبيحات ودعوات خاصة بعد الصلوات؟ وإذا لم يسبح، أو يدع الإنسان بعد الصلاة هل صلاته تكون كاملة، أو لا؟ 

الجواب:

الصلاة صحيحة، والذكر بعدها مستحب، وليس بواجب، ولو صلى، ولم يأت بالذكر؛ صلاته صحيحة، لكنها ناقصة من جهة أنه لم يكملها بالذكر الشرعي، وإلا فالصلاة صحيحة، لكن الصلاة الذي كمل بالذكر أفضل منها، وأكمل.

والسنة بعد الصلاة إذا سلم أن يستغفر ثلاثًا، يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام كما كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان إمامًا بعد هذا؛ ينصرف إلى الناس، بعدما يقول هذا؛ يعطيهم وجهه، أما المأموم والمنفرد فيقول ذلك وهو مستقبلًا القبلة في مكانه، وإن قام، وأدى ذلك وهو واقف، أو ماشٍ؛ فلا حرج، لكن الأفضل أن يصبر حتى يأتي بالأذكار الشرعية، ويقول بعد هذا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد كان النبي يفعل هذا بعد كل الصلوات، عليه الصلاة والسلام.

فالسنة للمؤمن والمؤمنة أن يأتيا بهذه الأذكار، بعد كل صلاة، كذلك يستحب أن يسبح الله الرجل والمرأة، ويحمدا الله، ويكبرا الله ثلاثًا وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير بعد كل صلاة، لقول النبي ﷺ: من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر.

وهذا فضل عظيم، وفيه خير كثير، والمعنى إذا لم يصر على السيئة، إذا لم يكن له سيئات قد أصر عليها؛ فإن الله يغفر له بهذا الذكر سيئاته الصغائر، لقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر وفي الرواية الأخرى: إذا اجتنب الكبائر

فوصيتي لكل مؤمن ومؤمنة أن يأتيا بهذه الأذكار بعد كل صلاة، ولا يعجل يأتي بها وهو جالس، ولا يعجل وإن أتى بها وهو قائم، أو ماشٍ فلا حرج.

ويستحب أن يزيد في المغرب والفجر عشر تهليلات بعد الفجر والمغرب، كان النبي يفعلها -عليه الصلاة والسلام- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، هذا أفضل، بعد المغرب، وبعد الفجر زيادة على ما تقدم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.

وإن زاد وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء .. فلا بأس الأنواع كثيرة، أنواع الذكر هنا متنوعة منها: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

النوع الثاني: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

النوع الثالث: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

كل هذه أنواع، كلها حسنة، كلها مشروعة، إذا أتى بنوع منها؛ فقد أصاب السنة، وفي بعضها لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير دون زيادة (وهو حي لا يموت) وكلها سنة، كلها قربة وطاعة. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة