ما معنى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}؟

السؤال:

فسروا لنا قول الحق -تبارك وتعالى-: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89] الآية، وهل كفارة اليمين يجب أن تكون بالترتيب؟ 

الجواب:

الآية الكريمة فسرها أهل العلم، وبينوا معناها وهي قوله سبحانه في سورة المائدة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89]، وفي سورة البقرة: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ [البقرة:225] فما عقد عليه القلب، وكسبه القلب؛ فالعبد مؤاخذ به من الأيمان، وكفارتها كما بين الله في سورة المائدة: إِِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [المائدة:89] هذه مخيرة ليس بها ترتيب، إن شاء كفر بالإطعام، وإن شاء كفر بالكسوة، وإن شاء كفر بالعتق هو مخير؛ لأنها أتى (بأو) وأو للتخيير، فإن عجز عن الثلاث؛ فإنه يصوم ثلاثة أيام، إذا عجز عن الإطعام والكسوة والعتق؛ فإنه يصوم ثلاثة أيام، والأفضل أن تكون متتابعة، وهذا إذا كان عامدًا لليمين، قاصدًا لها، كاسبًا لها.

أما إذا مرت على لسانه من غير قصد، ولا تعمد لليمين؛ فليس عليه فيها شيء، تعتبر لغوًا، أو حلف يظن أنه صادق، يعتقد أنه صادق، قال: والله! ما فعلت كذا، والله! لأفعلن كذا، والله لقد فعلت كذا، قال: والله! لقد فعلت كذا، يظن أنه فعله، يعتقد أنه فعله، ثم بان أنه لم يفعل؛ فليس عليه شيء، أو والله لقد رأيت فلانًا يعتقد أنه رآه، ثم تبين أنه غيره؛ فلا شيء عليه على الصحيح، وهذا من لغو اليمين؛ لأنه ما قصد الكذب، وإنما حلف يقصد صدق نفسه، يعتقد أنه صادق، فهو داخل في اليمين اللاغية، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.  

فتاوى ذات صلة