نصيحة لمن تؤذي زوجها ولا تطيعه

السؤال:

سماحة الشيخ، أمامي رسالة مكونة من صفحتين، لا أدري هل أقرأ هاتين الصفحتين؟ أم أقرأ ما لخصته عنها؟

الشيخ: الملخص يكفي.

المقدم: ملخص ما في هذه الرسالة: أن صاحبها يشكو من زوجته شكوى فيها كثير من المرارة، فهو يقول: إنها تصر على الذهاب لأهلها في كل أسبوع، ثم إنها تدفع الراتب كاملًا إلى أهلها، مع العلم أنه هو الذي يذهب بها إلى المدرسة، ويعيدها أيضًا إلى المدرسة، وهي تترك البيت كثيرًا في سبيل هذه الوظيفة، ثم يقول: إنها تهمل رعاية البيت، والطفل، وتترك كل ذلك للخادمة، وهي كثيرة الذهاب والإياب إلى الناس، ويرجو من سماحتكم التوجيه؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، سيد ولد آدم، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد. 

فإن الواجب على كل زوجة أن تسمع، وتطيع لزوجها في المعروف، وليس لها أن تذهب إلى أهلها إلا بإذنه، ولا إلى غير أهلها إلا بإذنه، وهكذا التدريس ليس لها أن تدرس إلا بإذنه إلا أن يكون قد شرط عليه عند العقد، فـ المسلمون على شروطهم وإلا فليس لها أن تدرس إلا بإذنه.

وكونها تذهب إلى أهلها كل أسبوع ليس لها ذلك إلا بإذنك، فينبغي لك أن تلاحظ الموضوع، وأن تنظر في المصلحة، فإن رأيت أن في ذهابها مصلحة؛ فلا بأس مراعاة لخاطر والديها، وحرصًا على سلامة القلوب، وبقاء المودة، وإن تيسر أن يكون ذهابها إليهم في أكثر من ذلك، كعشرة أيام، أو نصف شهر، فلا بأس، تتفق أنت والوالدان، والمرأة على الشيء الذي فيه المصلحة للجميع، وفيه كسب رضاك، وعدم التسبب في الفراق.

وهكذا ليس لها الخروج لغير أهلها إلا بإذنك، والواجب عليها أن تلزم البيت، وتعتني بالأولاد، وتربيتهم التربية الطيبة، ولا ينبغي أن تكلهم إلى الخادمة، بل ينبغي أن تعتني بهم هي، وأن تجتهد في تربيتهم، والإحسان إليهم، وإذا كانوا يفهمون تحرص على تربيتهم التربية الإسلامية، وتوجيههم إلى الخير.

أما الراتب فهو لها، لكن ينبغي لها أن تعطيك بعض الشيء في مقابل تعبك، وذهابك، وإيابك، وتسميحًا لخاطرك ولا سيما إذا كنت محتاجًا، فإن المشروع لها أن تساعدك؛ لأن الله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول النبي ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول النبي ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فنصيحتي لها أن تساعدك من الراتب، والواجب عليها أن تسمع، وتطيع لك في كل شيء، ليس فيه معصية لله لا في ذهابها إلى أهلها، ولا في غيرهم.

أما وجود الخادمة لديكم فأنت قد أخطأت في الإتيان بالخادمة، هي التي سببت هذه المشاكل، أبعد الخادمة حتى تقيم في البيت هي، وتقوم بأولادها، وخدمة البيت، فإبعاد الخادمة هو الطريق إلى ... السلامة من ذهابها إلى أهلها، وغيرهم في كل وقت، ثم الخادمة وجودها عندك فيه خطر عليك، وعلى دينك، وليس في البيت غيرها، والرسول ﷺ قال: لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما فوجودها في البيت، والمرأة خارج البيت في الدرس، أو عند أهلها فيه خطر عظيم. 

فنصيحتي لك إبعاد الخادمة، وردها إلى أهلها، وأن تقوم الزوجة بما يتعلق بالبيت، ولو تركت التدريس، هذه نصيحتي لكما جميعًا، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، إذًا الأولى في هذه الأمور الحياة الزوجية؟

الشيخ: نعم، على كل منهما العناية بالحياة الزوجية، والحرص على بقائها على الوجه الشرعي من دون معصية لله .

فالمقصود: أن المشروع لك أيها الأخ أن تعتني بحفظ زوجتك، وبقائها في البيت، وأن تعمل كل الأسباب التي تبعدها عن الخروج إلا بإذنك.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، لعل هذه الرسالة تتيح لنا الفرصة سماحة الشيخ كي ما نسأل: إذا ما أراد الإنسان أن يتزوج من موظفة، فما هي الشروط التي تنصحونه أن يشترطها حتى تكون الحياة الزوجية مستقيمة؟

الشيخ: هو يعمل بالأصلح، إن رأى الموافقة على بقائها في الوظيفة؛ فلا بأس، وإن رأى اشتراط ترك الوظيفة: فلا بأس، هو أعلم بنفسه، وهذا شيء يرجع إلى علمه، وإلى حاجته، وإلى تقديره، فإذا تيسر بقاؤها في الوظيفة الطيبة، وفي البيت من يقوم مقامها في إصلاح البيت، كأمه، وأخواته، ونحو ذلك، وإلا فالأصلح ألا يقبل موظفة، بل يتزوج امرأة غير موظفة؛ حتى تقيم في بيته، وحتى تعتني بالبيت، وحتى يرتاح إليها، إذا جاء من عمله وجدها.

والمقصود بكل حال: هو أن ينظر فيما هو أصلح له في دينه، ودنياه مع الموظفة، وغيرها.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم. 

فتاوى ذات صلة