بيان أن السنة النبوية وحي من الله

السؤال:

السؤال الأخير الذي نعرضه من أسئلة أختنا في هذه الحلقة يقول: هل أحاديث رسول الله ﷺ هي وحي من الله ؟ 

الجواب:

نعم، أحاديث الرسول ﷺ وحي من الله، يقول الله : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم:1] هذا قسم من الله بالنجم وهو يقسم من خلقه بما يشاء ، كما قال تعالى: وَالطُّورِ ۝ وَكِتَابٍ مَسْطُور [الطور:2] وقال: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ [البروج:1] وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ [الطارق:1]، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل:1] كل هذه أقسام من الله، فهو سبحانه يقسم من خلقه بما يشاء؛ لأن في هذه المخلوقات آيات ودلالات على قدرته العظيمة وأنه رب العالمين  يقول جل وعلا: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۝ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ [النجم:1-2] يعني: محمد عليه الصلاة والسلام وَمَا غَوَى [النجم:2] الضلال ضد العلم، والغواية عدم العمل بالعلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس بضال، وليس بغاوٍ، بل هو بار راشد عالم بالحق عليه الصلاة والسلام، على هدى، فهو مهتدي وراشد في أعماله كلها عليه الصلاة والسلام.

ثم قال بعدها: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم:3] إذ ليس كلامه عن هوى من نفسه، بل عن وحي؛ ولهذا قال: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4] إن نافية، المعنى: ما هو إلا وحي يوحى، يعني: ما كلامه إلا وحي من الله  فإذا قال كذا، أمر بكذا، ونهى عن كذا، فكله وحي من الله عز وجل بنص هذه الآية الكريمة.

وكذلك بقوله ﷺ لما قال له عبد الله بن عمرو: أنكتب يا رسول الله ما تقول؟ قال: نعم، اكتب، فوالذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا حق عليه الصلاة والسلام، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

فالمقصود أنه لا يخبر عن هواه وعن نفسه، وإنما يخبر عما يوحي الله إليه من الأوامر والنواهي والتشريع عليه الصلاة والسلام، وسبق أن الله يقسم من خلقه بما يشاء، لكن العبد ليس له أن يقسم إلا بربه، ليس للإنسان أن يحلف إلا بالله وحده، فليس له أن يحلف بأبيه أو بالأمانة أو بالنبي ﷺ أو بالكعبة أو بشرف فلان أو حياته، كل هذا لا يجوز، يقول النبي ﷺ: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ويقول عليه الصلاة والسلام: لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون .

ويقول عليه الصلاة والسلام: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر قال العلماء: الشرك هنا شرك أصغر، الحلف بغير الله من الشرك الأصغر، وقد يكون أكبر إذا قام بقلبه تعظيم المخلوق مثل عظمة الله أو أنه يجوز أن يعبد مع الله أو نحو هذا صار شركًا أكبر نعوذ بالله.

فالحاصل والخلاصة أنه ليس للعبد أن يحلف بالمخلوقات، وإنما يحلف بالله وحده، أما ربنا سبحانه فله أن يقسم من خلقه بما يشاء لا أحد يتحجر عليه

المقدم: جزاكم الله خيرًا. والخلاصة أيضًا أن الحديث هو وحي من الله وهو سؤال أختنا؟
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
الشيخ: وحي من الله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 

فتاوى ذات صلة