حكم حفظ القرآن الكريم

السؤال: 

من إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (م ص) تقول: إنني كثيرًا ما أتضايق من أولئك الذين يقولون: إنا لا نحفظ من القرآن شيئًا، فهل يجب على المسلم أن يحفظ القرآن، أو يظل جوفه خاليًا من كتاب الله؟ 

الجواب:

المشروع للمؤمن والمؤمنة العناية بالقرآن، والحرص على حفظ ما تيسر منه، لكن لا يجب على المكلف إلا الفاتحة، ركن الصلاة، هي الواجبة، ركن الصلاة الفاتحة (الحمد) يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحفظها، وإذا تيسر له أن يحفظ سورًا من القرآن من المفصل حتى يقرأ مع الفاتحة؛ فهذا سنة مؤكدة، جزء عم، أو جزء عم، وجزء تبارك، أو ما تيسر من ذلك، هذا مطلوب سنة، مشروع له أن يعتني بهذا الشيء.

لكن الواجب قراءة الفاتحة، فإذا تيسر له حفظ القرآن كله فهذه نعمة عظيمة، وسنة فيها خير كثير، لكن لا يلزم الناس، حفظ القرآن فرض كفاية، يجب أن يكون فيهم من يحفظه، لكن لا يلزم فلانًا، أو فلانًا حفظ القرآن، إنما يشرع له ذلك، أو ما تيسر منه، كجزء عم، أو المفصل، كله من ق إلى آخره، المفصل من ق إلى آخر القرآن، هذا يسمى المفصل، يشرع حفظ هذا المفصل إذا تيسر ذلك، أو حفظ ما تيسر منه، جزء عم، نصف جزء عم، ما تيسر من السور حتى يقرأ مع الفاتحة بعض السور.

أما الواجب فالفاتحة وهي: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۝ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:2-7] هذه الفاتحة، يقرؤها المؤمن والمؤمنة في كل ركعة في النفل والفرض، لابد منها في الفريضة والنافلة في كل ركعة، وإذا تيسر معها زيادة؛ قرأ الزيادة، في الأولى والثانية من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويقرؤها مع الفاتحة في الفجر أيضًا، وفي النوافل، لكن لا يجب ذلك، الواجب الفاتحة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة