كيفية تلَقي المرأة للعلم الشرعي

السؤال:

السائلة (م. م) اليمن من حضرموت تقول في هذا السؤال: كيف يمكن تلقي العلم الشرعي الحق بالنسبة للفتاة، وهل تلقي المرأة للعلم الشرعي في بيتها من خلال الاستماع لبعض الأشرطة، وقراءة الكتب كافٍ، وذلك عند قلة وجود العلماء في بلادها؟ وجهونا بذلك يا سماحة الشيخ. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فإن العلم يتلقى بطرق كثيرة، منها تلقيه من طريق سماع الإذاعة عن نور على الدرب، وعن إذاعة القرآن، وعن المحاضرات، وخطب الجمعة، والخطب الأخرى من أهل العلم، والبصيرة، وأهل العقيدة الطيبة، هذه طرق لتلقي العلم للمرأة وغير المرأة، يسمع الإنسان في بيته، وتسمع المرأة في بيتها إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، فيها علم كثير، ومحاضرات كثيرة، وفيها برنامج نور على الدرب، فيه خير كثير، وعلم جم.

وهناك طريق آخر عام وهو العناية بالقرآن الكريم، فهو أحسن الطرق، وأعظمها، وأنفعها، العناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته بالتدبر، والتعقل، وسؤال أهل العلم عما أشكل من طريق الهاتف، أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، والعلم، والفضل وحسن السيرة، ومراجعة كتب التفسير، مثل تفسير ابن كثير، تفسير ابن جرير، تفسير البغوي فيما أشكل، تفسير الشوكاني، الإنسان يراجع القرآن، ويتدبر القرآن، وما أشكل عليه يراجع كتب التفسير، أو يسأل أهل العلم الذين يعرفهم بالعلم، والبصيرة، والعقيدة الطيبة.

وهناك طريق آخر وهو طريق حلقات العلم في المساجد إذا كان طالب العلم يحضر حلقات العلم في المسجد، أو المرأة تحضر حلقات العلم من بعيد تسمع في محلات مناسبة لها، تستطيع سماع كلام المعلم، والمرشد في حلقات العلم، كما أنها تسمع خطبة الجمعة في المساجد التي تقام فيها الجمعة، كل هذه من طرق العلم.

كذلك السؤال من طريق الهاتف كونها تسأل من طريق التلفون، تسأل أهل العلم عما أشكل عليها، وتحرص على أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، والسمعة الحسنة حتى تسألهم عما أشكل عليها.

وهكذا الرجال أيضًا يسألون من طريق الهاتف، من طريق التلفون عما أشكل عليهم، ويحضرون حلقات العلم عند أهل العلم في بلدهم، وفي غير بلدهم، ولو بالرحيل إلى بلد أخرى؛ لأجل طلب العلم، والتفقه في الدين، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من يرد الله به خيرًا؛ يفقهه في الدين ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله به طريقًا إلى الجنة وكان السلف يرتحلون في طلب العلم؛ الصحابة ومن بعدهم، من بلاد إلى بلاد؛ لأجل طلب العلم، والتفقه في الدين، ولابد مع هذا من الإخلاص في ذلك، والنية الصالحة، وسؤال الله التوفيق، والإعانة، فهو سبحانه الموفق الهادي.

فإذا صدق المؤمن والمؤمنة في طلب العلم، والتفقه في الدين، وأخلص كل منهما لله في ذلك؛ وجد واجتهد بسماع إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، وما فيها من الخطب العظيمة، والفوائد الكثيرة، والمحاضرات، وبرنامج نور على الدرب.

كذلك سماع خطب الجمعة التي تذاع، سماع المحاضرات التي تذاع، سماع خطبة الجمعة في بلدها إذا كان الخطيب ممن يوثق بعلمه وفضله، كل هذا طريق، كل هذه طرق من طرق العلم، نسأل الله للجميع التوفيق. نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة