علاقة الجن بالإنس وكيفية معرفة تلبس الجني بالإنسي

السؤال: من المستمع عبود علي ، رسالة تضمنت سؤالين: في سؤاله الأول يقول: ما مدى علاقة الجني بالإنس؟ وكيف نعلم بوجود الجن في الإنس؟ 

الجواب: الجن جيل مستقل خلقهم الله لعبادته، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] فهم جنس مستقل وجيل مستقل من خلق الله، وهم أنواع في خلقتهم، وهم مكلفون، وفيهم المسلم، وفيهم الكافر، وفيهم الجهمي والشيعي، وغيرهما من أصناف الفرق الكافرة والمبتدعة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة الجن عنهم أنهم قالوا : وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [الجن:11] .. وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ [الجن:14] فمنهم المسلم ومنهم القاسط: الجائر الخارج عن الإسلام، ومنهم الصالح والطالح، وعلاقتهم بالإنس علاقة الإسلام والكفر، فمن أسلم منهم واتقى الله فهو أخو الإنس في دين الله، ومن كفر فهو عدو المسلم كالكافر من الإنس، ومصير الجميع الجنة والنار، فمن أسلم من الجنسين فله الجنة والكرامة، ومن حاد عن الإسلام فله النار والخيبة، سواءً كان من الجن أو من الإنس، وفيهم الفاسق الظالم الذي يتعدى على الإنس، بملابسة الإنسي حتى يكون يصيبه الجنون، وفيهم الظالم الذي قد يتعدى على الإنس بالسرقة، وأخذ بعض ماله وإيذائه في أمواله، فيهم الفساق والمجرمون والظلمة والمؤذون، مثل ما في الإنس سواء، كما قال تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [الجن:11] فهم أجناس، وفرق، وطوائف مختلفة، فمن اتبع الشرع المطهر الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو مؤمن سعيد كالإنسي المستقيم، ومن خالف شرع الله واتبع الهوى وأطاع الشيطان، فهو من جنس الإنسي الكافر كلهم إلى النار.
ومن وحد الله واستقام على التوحيد؛ ولكن عنده معاصي فهو مثل الإنسي الذي عنده معاصي، موعود بالجنة، وإذا مات على معاصيه فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه، ثم مصيره بعد التطهير إلى الجنة، هكذا لا فرق بين الإنس والجن، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] هذا يعم الإنس والجن .
فمن مات على التوحيد وعدم الشرك فله الجنة، ومعاصيه تحت مشيئة الله، كالذي يموت على الزنا، أو السرقة، ما تاب، أو الغيبة والنميمة ما تاب، أو الربا، هذا تحت مشيئة الله، إذا مات على التوحيد والإيمان، ومن مات على الاستقامة والتوبة الصادقة فله الجنة والكرامة من أول وهلة، ومن مات على الكفر بالله فله النار : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] قال في الكفار: أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:39] نسأل الله العافية والسلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، تكملة سؤاله لو سمحت، يقول: كيف نعلم بوجود الجني في الإنسي؟
الشيخ: يعلم بنطق الإنسي بما يدل على ذلك، وأعماله التي تدل على ذلك، فإن الجني إذا خالط الإنسي قد ينطق ويقول: أنا فلان، وأنا دخلت فيه بسبب كذا وكذا، يبين الأسباب، قد يبين قبيلته وقد يبين اسمه وقد يبين الأسباب، وقد لا يبين بعض ذلك، فيعرف مما يجري منه على لسان الإنسي، ويعرف أيضاً بأعمال الإنسي واختلافها وتغيرها، فإن المجنون لا يخفى أمره.. الذي أصيب بتخبط الجني، لا يخفى تصرفه ولا تخفى أعماله، والجني ينطق على لسانه في الغالب بما يريد، يقول: لابسته لأجل كذا، فعل بي كذا، ضرب ولدي، ضرب دابتي، فعل كذا، فعل كذا، قد يكون يلابس الجني الإنسية من باب العشق، والإنسية للرجل كذلك من باب العشق، قد يكون لأسباب أخرى، قد يكون الإنسي آذاهم بضرب، أو طرح شيءٍ ثقيل عليهم، أو ماء حار عليهم، أو ما أشبه ذلك مما قد يؤذيهم، فيحصل تلبسهم به بأسباب ذلك.
وفيهم الطيب الذي إذا نصح خرج بسهولة، وفيهم الفاجر الذي يعاند، وفيهم الكافر الذي لا يبالي ولا يقبل النصيحة، مثل بني آدم ، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة