ما معنى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}؟

السؤال: هذه رسالة وردت إلى البرنامج من الأخت السائلة (م. ن. و) من مكة المكرمة، تقول في رسالتها: أسأل عن معنى قول الله : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [المجادلة:1] أطلب من فضيلتكم شرح هذه الآية؟

الجواب: هذه نزلت في امرأة ظاهر منها زوجها، فأتت إلى النبي ﷺ تخبره بأن زوجها ضعيف كبير السن وعاجز ليس به حاجة إلى النساء، وتطلب السماح ببقائها عنده، فأخبر الله جل وعلا عنها في قوله سبحانه: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ۝ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ [المجادلة:2] إلى آخره.
فالمقصود أنه ظاهر منها، فأفتاه النبي ﷺ بأن عليه الكفارة، عليه عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً، فأخبره أنه عاجز عن الصيام وعن العتق فأمره النبي ﷺ أن يطعم ستين مسكيناً، وهذا هو الحكم في كل من ظاهر من امرأته، إذا قال لزوجته: هي علي حرام، أو هي كظهر أمي، أو هي محرمة علي كظهر أمي، أو كظهر أختي، أو جدتي، أو ما أشبه ذلك فإن هذا يسمى ظهاراً، وهو محرم لا يجوز، ليس للمسلم أن يظاهر؛ لأن الله قال فيه سبحانه: وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا [المجادلة:2] فهو منكر وزور ليست امرأته محرمة عليه وليست كأمه، بل هي أباحها الله له، فليس له أن يقول: هي علي كظهر أمي أو هي محرمة ليس له ذلك، ومتى قال ذلك فعليه التوبة والاستغفار وعليه الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً، ثلاثين صاعاً كل صاع بين اثنين، من التمر أو من الرز أو من غيرهما من قوت البلد قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا [المجادلة:3] قبل أن يقربها، هذا هو الذي بينه الله سبحانه في كتابه العظيم، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
فتاوى ذات صلة