حكم الدعاء الجماعي بعد الفرائض

السؤال:

يسأل أخونا ويقول: قال النبي ﷺ: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله رواه الطبراني والحاكم و البيهقي، هل يمكن أن يكون هذا الحديث دليلًا على الدعاء بعد صلاة الجماعة وأعني: الدعاء الجماعي؟

الجواب:

هذا الحديث لا نعرف صحته؛ يحتاج إلى مراجعة سنده، فلو صح سنده يحمل على الحالات الأخرى التي لا تخالف ما فعله النبي ﷺ فإن الأحاديث يفسر بعضها بعضًا، كالآيات يفسر بعضها بعضًا، ولو صح هذا فهو محمول على المواضع التي يدعى فيها، ويؤمن فيها.

أما المواضع التي ليست محل دعاء جماعي، أو دعاء ترفع فيه الأيدي فيستثنى من هذا الحديث، ومن ذلك الدعاء بعد الفرائض.. الخمس، فإن الرسول ﷺ ما كان يدعو بعدهما دعاءً جماعيًا ولا دعاءً برفع الأيدي، كان يدعو بينه وبين نفسه، وهكذا يدعو المصلي، لا بأس أن يدعو في دبر الصلاة بعد الأذكار بما تيسر من الدعوات، لكن ليس دعاءً جماعيًا وليس دعاءً ترفع فيه الأيدي؛ لأن هذا لم يحفظ عن النبي ﷺ في الفرائض، لا في الظهر ولا في العصر ولا في المغرب ولا في العشاء ولا في الفجر، ولو كان وقع منه ﷺ أو من الخلفاء الراشدين لنقل؛ لأن الصحابة نقلوا كل شيء رضي الله عنهم وأرضاهم ما تركوا شيئًا، بل قد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل ما شاهدوه، وكل ما سمعوه رضي الله عنهم وأرضاهم مما ينفع المسلمين، فلو صح هذا الخبر يحمل على أحوال لا تخالف ما ثبت عنه ﷺ في الأحاديث الصحيحة، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة