حكم الابتداع في الدين

السؤال: يذكر أن له أهلًا وجيران وأعمام وأخوال ولديهم بدعة يسميها الدستور، ويسأل عن هذا لو تكرمتم ولا سيما وقد عرف قول الرسول ﷺ : أن كل بدعة ضلالة وأن كل ضلالة في النار؟

الجواب: لم يشرح لنا هذه البدعة كونها تسمى الدستور ما نعرف هذه البدعة، لكن القاعدة الشرعية: أن كل عبادة أحدثها الناس لم تكن فيما شرعه الله على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام، فإنها بدعة سواء سميت دستورًا أو سميت باسم آخر فلا عبرة بالأسماء، الله أكمل الدين وأتمه سبحانه وتعالى، فمن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله فبدعته مردودة عليه، قال الله تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].
قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: من أحدث في أمرنا هذا -يعني: في ديننا هذا - ما ليس منه فهو رد يعني: فهو مردود، متفق على صحته. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: مردود. وكان يقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه الإمام مسلم في صحيحه، زاد النسائي رحمه الله بإسناد صحيح: وكل ضلالة في النار.
فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على أن جميع البدع يجب اطراحها والحذر منها، ولا عبرة بأسمائها، بل متى صارت بدعة لم يفعلها الرسول ﷺ ولا أصحابه فإنها تتطرح وينهى عنها سواء كانت تتعلق بالصلاة أو بالحج أو بالصيام أو بغير ذلك، مثل بدعة البناء على القبور اتخاذ القباب عليها هذا منكر يجب إزالته، يجب على ولاة الأمور إزالة ذلك، ومثل بدعة الموالد الاحتفال بالموالد مولد الأم أومولد الولد أو مولد النبي ﷺ أو مولد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو مولد الحسين ، أو مولد البدوي أو غير ذلك.
هذه الاحتفالات بهذه الموالد لا أصل لها بل هي مما ابتدعه الناس، وأول من ابتدع ذلك الطائفة المعروفة المسماة الفاطميين حكام المغرب ومصر في المائة الرابعة والخامسة، هؤلاء من الرافضة أحدثوا هذه البدع بدعة الموالد، فلا يجوز الاقتداء بهم ولا التأسي بهم في ذلك؛ لأنهم هم أهل بدع فلا يجوز التأسي بهم، ومن تأسى بهم بعدهم فقد غلط، والواجب على المؤمن أن تكون أسوته رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما قال الله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] ثم صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون، فشيء لم يفعله ﷺ ولا خلفاؤه الراشدون لماذا نفعله؟يجب علينا أن نطرحه. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة