الحكمة من الجهر بالقراءة في بعض الفرائض

السؤال:

السائل حمدي مصري، ومقيم بالرياض، يقول سماحة الشيخ: لماذا شرع الجهر بالتلاوة في صلاة المغرب والعشاء والفجر دون بقية الفرائض؟ وما الدليل على ذلك؟

الجواب:

الله أعلم، لكن يغلب على الظن -والله أعلم- أن هذه الأوقات يكون فيها الاستماع متيسرًا، والفهم في المغرب، والعشاء، والفجر؛ فينتفع المأمومون بالقراءة، بخلاف الظهر والعصر؛ فإنها أوقات مشاغل بحاجات الدنيا، وقد لا يكون عندهم من الاستماع، والإنصات، والفهم ما عندهم في المغرب، والعشاء، والفجر، فمن حكمة الله أن جعل القراءة سرية حتى يتأمل هذا، ويتأمل هذا، الإمام يقرأ ويتأمل، والمأموم كذلك، بخلاف المغرب والعشاء؛ فإن مجيء الليل وأول النهار وقت الراحة، ووقت الهدوء.

فالأقرب -والله أعلم- أنه يتيسر لهم من الاستماع، والإنصات، والاستفادة؛ ما لا يتيسر لهم في الصلاتين النهاريتين: الظهر والعصر، والحكمة في هذا لله سبحانه، والله هو أحكم وأعلم جل وعلا، هو الحكيم العليم في ذلك.

ولكن الأقرب -والله أعلم- أن هذا هو السر في الجهر في المغرب والعشاء في الأولى والثانية، والجهر في المغرب، والجهر في الجمعة؛ لأنه صلاة يجتمع فيها الناس من كل مكان، من الحكمة أن يجهر فيها بالقراءة، حتى يستمعوا ويستفيدوا، وهكذا صلاة العيد، وصلاة الاستسقاء؛ لأنها صلوات يحصل فيها الاستماع والكثرة، فمن رحمة الله أن شرع فيها الجهر. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة