صحة القول بفناء النار عن ابن القيم

السؤال:

ذكر العلامة ابن القيم في عدد من كتبه من بينها: حادي الأرواح، والصواعق المرسلة بأن النار تفنى، وقال -رحمه الله- بفناء النار، وذكر عددًا من الأدلة على ذلك، القول الصحيح سماحة الشيخ في ذلك.

الجواب:

الذي أعلم أن ابن القيم وشيخ الإسلام إنما ينقلان أقوال الناس نقل، ولا يختاران ذلك، إنما ينقلان أقوال من قال بفناء النار، والذي عليه أهل السنة والجماعة أنها باقية ودائمة، والقول بفنائها قول باطل، قول ضعيف، لا وجه له، ولا يعول عليه، بل هي باقية دائمة كالجنة، الجنة باقية دائمة بإجماع أهل السنة والجماعة، وهكذا النار عند أهل السنة والجماعة إلا من شذ، ولا عبرة بالشاذين.

النار دائمة باقية، وأهلها مخلدون فيها من الكفرة لا تفنى ولا تبيد، بل هم مقيمون فيها أبد الآباد: لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [النبأ:23] يعني: أحقابًا بعد أحقاب لا يخرجون منها أبدًا، قال الله -جل وعلا-: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167] نص القرآن، قال تعالى في سورة المائدة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [المائدة:37] عذابهم مقيم فيها لا يظعنون منها، نسأل الله العافية.

أما العاصي فقد يعذب فيها بعصيانه، ثم يخرج، لا يخلد فيها إلا الكفار، أما من دخلها من العصاة من الزناة أو شراب المسكر أو العاقين لوالديهم أو ما أشبه ذلك من العصاة قد يدخلون النار، لكن لا يخلدون، يعذبون فيها ما شاء الله ثم يخرجهم الله من النار. 

أما الكفار فإنهم يخلدون فيها أبد الآباد، ولا يخرجون منها أبدًا، وقال تعالى في حقهم: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [النبأ:30] وقال في حقهم: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء:97] نسأل الله العافية، فهذا كله يدل على أنها مستمرة باقية أبد الآباد كالجنة، والقول بفنائها قول شاذ لا يعول عليه، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة