توجيه للأباء الذين لا يعدلون بين أولادهم

السؤال:

سماحة الشيخ، بعض الآباء في المعاملة يميلون إلى البعض دون الآخرين، ويفرقون بينهم، هل من توجيه للآباء حول ذلك؟

الجواب:

الواجب على الآباء والأمهات تقوى الله في أولادهم، والعدل بينهم في النصيحة والتوجيه والإرشاد والتعليم؛ لأنهم جميعًا في الذمة أمانة، فيجب على الوالدين أن يتقوا الله في أولادهم، وأن يجتهدوا في تربيتهم التربية الإسلامية، وأن يحرصوا على الجد في الإحسان إليهم جميعًا، وعدم التخصيص؛ لأنهم جميعًا في الذمة. 

فالواجب العناية بهم جميعًا، والحرص على تربيتهم التربية الإسلامية، وإذا كانوا محاويج جميعًا وجب الإنفاق عليهم بحسب حاجتهم إذا كان والدهم قادرًا على ذلك.

أما أن يخص بعضهم من غير موجب شرعي، بل بالهوى فلا يجوز، فالواجب تقوى الله والعدل، كما قال النبي ﷺ: اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم.

فعلى الأب وعلى الأم العدل، وتحري الحق في تربية الأولاد، والإنفاق على الأولاد وغير ذلك، لكن من عصى الله من الأولاد وعق والديه لا يكون له حق مثل حق من أطاع وبر بوالديه، من عصى والديه وعقهم فهو يستحق العقوبة والتأديب، وليس له حق مثل حق من أطاع وبر، فالعاق يؤدب ويعامل بما يستحق حتى يدع العقوق، وحتى يستقيم على بر والديه، ولا يكون له من الحق مثل حق من بر والديه، واستقام على طاعة الله فيهما.

وهكذا من كان غنيًا ليس له حق فيما يعطاه الفقير، إذا كان أحد الأولاد فقيرًا أو مريضًا ليس عنده قدرة على الكسب، وأبوه يستطيع فإنه ينفق عليه، وليس للغني حق في ذلك، بل هذا من أجل الحاجة، فالأب ينفق على ولده الفقير والأم كذلك، ولا يكون جائرًا ولا ظالمًا إذا أنفق على الفقير، وعالج المريض؛ لأنه لا يستطيع، وترك القادر الذي يستطيع عنده المال ينفق على نفسه، ويعالج نفسه فهو مستغن عن والديه بما أعطاه الله من المال.

أما الفقير كالطفل والمريض الذي ليس عنده ما يعالج به ونحو ذلك ممن يعجز عن النفقة لفقره أو مرضه أو علة به أو نحو ذلك ليس مثل الصحيح الغني، والله -جل وعلا- يقول سبحانه في كتابه العظيم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ويقول -جل وعلا-: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] فعلى المؤمن أن يتقي الله في جميع ما يأتي ويذر حسب شرع الله، وعليه أن يحذر الظلم والعدوان في أولاده أو في غيرهم، بل عليه أن يتحرى الحق أو العدل في كل شيء، وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة