الواجب على البنت الملتزمة إذا دعتها والدتها لترك التزامها

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وباعثتها أخت من هناك تقول: المعذبة (أ. ع. ص) أختنا تقول: أنا مسلمة والحمد لله وأعمل كل ما يرضي الله وملتزمة بالحجاب الشرعي، ولكن والدتي سامحها الله لا تريد مني أن ألتزم بالحجاب وتريد مني أيضاً أن أشاهد السينما والفيديو وما أشبه ذلك، وتقول: إذا لم تتمتعي وتنشرحي -فيما يبدو- وتقول: إذا استمريت على هذا الحال سوف تعجزي ويبيض شعرك، أرجوكم بماذا تنصحونني وما هو رأيكم في مثل هذه الأم؟ 

الجواب: الواجب عليك أيها السائلة أن ترفقي بالوالدة وأن تحسني إليها، وأن تخاطبيها بالتي هي أحسن وأن ترفقي بها؛ لأن الوالدة حقها عظيم وبرها من أهم الواجبات، ولكن ليس لك طاعتها في غير المعروف، يقول النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف، ويقول ﷺ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالأب والأم والزوج والسلطان والأمير وغيرهم لا يطاعون في معاصي الله، إنما الطاعة في المعروف في المباح، أما في المعصية فلا، فإذا أمرتك بما هو معصية لله كحضور السينماء والفيديو الذي فيه الصور الخليعة والأغاني والمنكرات فليس لك طاعتها في ذلك، ولكن تردين عليها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وتخبرينها بأن هذا لا يجوز لك وأن طاعة الله مقدمة وأنه لا يجوز لك أن تطيعي المخلوق كائناً من كان في معاصي الله سبحانه وتعالى، لعلها تقنع ولعلها تترك مجادلتك وإيذاءك، والله المستعان.
أما قولها: إنك تعجزين ويبيض شعرك، هذا كلام ساقط، كلام لا وجه له، فليس التعفف عن محارم الله والبعد عن محارم الله سبباً للتعجيز أو سبباً لبياض الشعر أوشيب الشعر، لا، أسباب هذا طول الزمان وتقدم العمر، أو ما يصيب الإنسان من الأمراض حتى يضعف جسمه، وأما طاعة الله فهي تعين الإنسان وتقويه، كما قال جل وعلا: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود:3]، فالخير يقوي الناس على طاعة الله، اشتكت فاطمة إلى النبي ﷺ تطلبه خادمًا ليكفيها تعب الرحا وخدمة البيت، فاعتذر إليها النبي ﷺ بأن ليس عنده خادم في ذاك الوقت، وقال لها: تسبحين الله وتحمدينهه وتكبيرين عند النوم ثلاثاً وثلاثين مرة، قال: هو خير لك من خادم، قالت: فاستعملت هذا فما اشتكيت بعد ذلك تعبًا فالأعمال الصالحة والأذكار الشرعية تقوي المؤمن والمؤمنة لا تضعفهما، بل كل ما حصل من المؤمنة أو المؤمن الذكر الاستغفار والطاعة لله كان هذا أقوى لقلبه وبدنه، وأرضى لله عنه سبحانه وتعالى وأنفع له في الدنيا والآخرة.
وأما هذا الكلام الذي تقوله الوالدة فهو مما أجراه الشيطان على لسانها فلا وجه له.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة