نصيحة لمن ترك الدعوة خوفاً من الرياء

السؤال: أختنا أيضاً تقول: إني أخاف كثيراً من الرياء وأحذره إلى درجة أنني أحياناً لا أستطيع أن أنصح بعض الناس أو أنهاهم عن أمور معينة، مثل الغيبة أو عدم لبس الحجاب الساتر تماماً فأخشى أن يكون ذلك رياءً مني، وأخشى أيضاً أن يظنوا هم ذلك فلا أنصحهم بشيء، كذلك أقول في نفسي: إنهم أناس متعلمون ولا يحتاجون إلى تعليم وليسوا في حاجة إلى نصح، وترجو التوجيه سماحة الشيخ؟ 

الجواب: هذا من مكائد الشيطان فإن الشيطان له مكائد يخذل بها الناس عن الدعوة إلى الله، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك: أن يوهمهم أن هذا من الرياء، أو أن هذا يخشى أن يعده الناس رياء فلا ينبغي لك أيها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا، بل الواجب أن تنصحي لإخوانك وأخواتك إذا رأيت من أحد منهم تقصيراً في الواجب أو ارتكاباً للمحرم كالغيبة والنميمة، وعدم التستر عند الرجال الأجانب من جهة المرأة ونحو ذلك، ولا تخافي من الرياء، أخلصي لله واصدقي مع الله وأبشري بالخير واتركي خدع الشيطان ووساوسه والله يعلم ما في قلبك من القصد والإخلاص لله سبحانه وتعالى والنصح لعباده.
ولا شك أن الرياء شرك ولا يجوز، لكن لا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة أن يدع ما أوجب الله عليه من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من الرياء، بل عليه أن يحذر الرياء وعليه أن يقوم بالواجب من الدعوة إلى الله ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوساط الرجال وأوساط الإناث، كل في حاجة الرجل في حاجة والمرأة في حاجة، كما أن الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهكذا المرأة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وقد بين الله ذلك في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71] فهذا فيه الحث للجميع وأن من واجبات الإيمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حق الجميع الرجال والنساء. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة