حكم سؤال الله بجاه النبي وغيره

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع علي عبد الجبار يقول: ما حكم الوجاهة؟ وهل يصح أن نقول: بجاه سيدنا محمد ﷺ اغفر لي أو اغفر لوالدي وما أشبه ذلك؟ 

الجواب:

السؤال بالجاه بدعة لا يجوز، ولكن تسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبإيمانك وأعمالك الصالحة هذا المشروع، أما أن تقول: اللهم إني أسألك بجاه محمد ﷺ، أو بجاه نبينا محمد ﷺ، أو بجاه الأنبياء أو بجاه الصالحين هذا منهي عنه ليس من الوسائل الشرعية، الله يقول جل وعلا يقول: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، ما قال: فادعوه بجاه الأنبياء أو بجاه الصالحين، قال: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].

فتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي.. أن ترحمني.. أن تعلمني العلم النافع.. أن تفقهني في الدين.. أن تغنيني عن خلقك.. وما أشبه ذلك.

اللهم إني أشهد بأنك الرحمن الرحيم بأنك العزيز الحكيم أن تغفر لي وترحمني، اللهم إني أسألك برحمتك وفضلك وإحسانك أن تغفر لي وترحمني، اللهم إني أسألك بأنك الجواد الكريم، بأنك العفو الغفور.. إلى غير هذا، مثلما في الحديث الصحيح.

النبي ﷺ قال للصديق ، لما قال الصديق: يا رسول الله! علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، هكذا علم الصديق رواه الشيخان في الصحيحين.

وكان النبي ﷺ يدعو ربه يقول: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره ويدعو الله بأسمائه وصفاته، فلا ينبغي لأحد أن يدعو الله بغير ما شرع لا بجاه فلان ولا بحق فلان، لا بحق الأنبياء والصالحين ولا بجاه الأنبياء والصالحين.

ولا بأس أن تتوسل بالإيمان تقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك وبنبيك محمد ﷺ أن تغفر لي أو أن تعطيني كذا وكذا.. اللهم إني أسألك بمحبتي لك ومحبتي لنبيك ولعبادك الصالحين أن تغفر لي وترحمني لا بأس، التوسل بالإيمان والمحبة لله ولرسوله أو بالتوحيد تقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، كما فعله النبي ﷺ قال: اللهم إني أسألك بتوحيدي لك، وإيماني بك، وهكذا بالأعمال الصالحة الأخرى تقول: اللهم إني أسألك ببري لوالدي، وبأدائي الأمانة، وبعفتي عما حرم الله، تسأله بأعمالك الطيبة كله طيب.

أما أن تسأله بجاه فلان ما هو بعمل لك هذا، حق فلان ما هو بعمل لك ولا هو من أسماء الله وصفاته ولا تسأل به، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: إن ثلاثة ممن كان قبلنا -ثلاثة من الأمة قبلنا- آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه من أجل المبيت والوقاية من المطر- فأراد الله جل وعلا أن أنزل عليهم صخرة انحدرت عليهم بإذن الله فغطت عليهم باب الغار -عظيمة ما استطاعوا دفعها- فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم.

الله جل وعلا قدر سقوط هذا الحجر على فم الغار ليتوسلوا هذه الوسائل وليعلم الناس فضل البر وفضل العفة عن الفواحش وفضل أداء الأمانة، الله جل وعلا قدر سقوط هذا الحجر على فم الغار ليتوسلوا هذه الوسائل وليعلم الناس فضل البر وفضل العفة عن الفواحش، وفضل أداء الأمانة حتى يتأسوا بهؤلاء ويستفيدوا من عمل هؤلاء، هذه نعمة من الله فضل من الله والنبي ﷺ خبرنا بهذا حتى نستفيد من هذه القصة وأن بر الوالدين والعفة عن الفواحش وأداء الأمانة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب وتيسير الأمور ومن أعظم الأسباب في النجاة من النار؛ لأن الكربة يوم القيامة أعظم من كربة الدنيا.

فالإنسان إذا اتقى الله وابتعد عن محارم الله وأدى ما أوجب الله عليه فهذا من أسباب التفريج في الدنيا والنجاة في الآخرة، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].

فأنت يا عبد الله وأنت يا أمة الله تفكرا جميعًا في هذه القصة، قصة هؤلاء الثلاثة، واستفيدا من هذه القصة الفائدة العظيمة وليتيقن كل واحد منا أن بر الوالدين من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات، من أسباب تفريج الكروب وتيسير الأمور، وهكذا العفة عما حرم الله عن الزنا والفواحش من أفضل القربات ومن أعظم أسباب تيسير الأمور وتفريج الكروب والنجاة من النار، وهكذا أداء الأمانة والعناية بالأمانة وعدم الخيانة، كل ذلك من أسباب تفريج الكروب وتيسير الأمور.

ومن أسباب رضا الله سبحانه، من أسباب رضا الله وتيسيره أمرك وإدخالك الجنة وإنجائك من النار، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم. 

فتاوى ذات صلة