حكم إخفاء البضاعة الرديئة وإظهار الجيدة

السؤال:

من جمهورية مصر العربية محافظة الإسكندرية، المستمع: ناجي فايز، يسأل ويقول: نحن أناس مزارعون، وعندما نريد بيع الخضار والفواكه نجعل النوع الجيد في أعلى السلال، والرديء في أدناها، أو الحبة الصغيرة، في أسفل السلال، فما حكم عملنا هذا؟

وجهونا، جزاكم الله خيرًا، وقد نوقشنا في هذه المسائل، فالبعض يقول: إن هذا من توريد البضاعة، والبعض الآخر يقول: إنه من تزوير البضاعة، فما هو القول الصحيح؟

جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الواجب على المسلم ألا يغش إخوانه في كل شيء، فإذا عرض بضاعة بعضها رديء وبعضها طيب، لا بد يبين الجميع، لا يجعل الرديء أسفل، والطيب فوق، بل يجعله في إناء يتضح في الجميع، أو الوكيل يبين، يقول: ترى الأسفل كذا، صفته كذا، وصفته كذا، يبين ولا يغش الناس، لا يجوز لكم ولا لغيركم أن تغشوا الناس، لا في الفواكه، ولا في التمور، ولا في غير ذلك، يجب أن يكون أسفل البضاعة مثل ظاهرها، يبين كل شيء؛ لأن المسلم أخو المسلم، لا يغره، ولا يخونه، ولا يغشه، يقول النبي ﷺ: من غشنا فليس منا والله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] هكذا يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] ويقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58] ويقول -جل وعلا-: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] هذه صفة المؤمن.

وصح عن النبي ﷺ أنه مر على صبرة من طعام في السوق، مر في السوق على إنسان يبيع الطعام، فأدخل يده في الصبرة، فنالت أصابعه بللًا، فقال: يا صاحب الطعام ما هذا؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله -يعني: أصابه المطر- قال: أفلا جعلته فوق الطعام، كي يراه الناس، من غشنا فليس منا هذا واضح في المسألة، مسألتك أيها السائل، هذه منها، فإذا عرضت حبوبًا أو فواكه أو غير ذلك، فالواجب عليك يا أخي أن تبين كل شيء، وعلى وكيلك ذلك أيضًا، وإلا صار خائنًا غاشًا، فعليك وعلى الوكيل بيان الحقيقة، الباطن والظاهر، من التمر، والفواكه وغير ذلك، حتى يكون المشتري على بينة، وحتى تسلم من قول النبي ﷺ: من غشنا فليس منا وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة