وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقريب والبعيد

السؤال: من البصرة الأخت سميحة عمار تسأل مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال عن أخت لها تقول: إنها في العقد الخامس من عمرها، ولها ابن لشدة حبها له تتغاضى كثيرًا عن مخالفاته لأمر دينه ولأمور تتعلق بالأخلاق، وتقول: إن ذلك شأن كثير من الوالدات وبعض الآباء وترجو التوجيه في هذا لو تكرمتم؟

الجواب: الواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه وفي أهل بيته وفي جيرانه وفي كل المسلمين، وذلك بدعوتهم إلى الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ، هذا هو الواجب على كل مسلم، فلا يدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل قرابة قريب أو محبة شخص بل من حبه له ومن صلته له الحقيقية التي يؤجر عليها أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، كما قال : وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [الأنعام:152] فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ويؤدي الحق الذي عليه وإن كان مع القريب، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا [النساء:135].
فالواجب على المؤمن أن ينكر المنكر وأن يأمر بالمعروف مع الأقرباء وغيرهم، وأن ينصح قريبه وغير قريبه، وإذا كان قريبًا له فمن أهم المهمات أن ينصحه وأن يوجهه هذا أعظم من صلته بالمال فإذا كان يصله بالمال ويؤجر على صلة الرحم فكونه يصله بتوجيهه إلى الخير وتعليمه الخير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر هذا أهم من صلة المال، وهذا ينفعه في الدنيا والآخرة، فليس لهذه المرأة ولا لغيرها أن تدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحبها لولدها أو ابن أخيها أو ابن أختها أو غيرهم بل يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالطرق التي تراها مفيدة ومجدية، وبالأساليب الحسنة حتى تنجح إن شاء الله في عملها.
المقدم: إذًا: من التربية الحسنة من الرأفة بالأبناء إنكار المنكر عليهم ..؟
الشيخ: نعم.. نعم، لكن بالأساليب التي تراها مفيدة لا بالعنف والشدة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة