حكم تمني الموت للغير

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من اليمن الديمقراطية، محافظة حضرموت، صاحبها -آثر عدم ذكر اسمه- يسأل ويقول: الوالدان غصباني على الزواج من بنت عمي، وتزوجتها خوفًا من معصيتهما، وفكرت فيما بعد في تطليقها؛ لكني خفت أيضًا، ومن شدة غضبي؛ تمنيت لها الموت، وبعد سنة توفيت على ولادة، وخلفت بنتًا، ثم إني ندمت عدة مرات، وبكيت كثيرًا، حتى ظننت أني أنا السبب، هل أنا آثم في ذلك؟ أفتوني، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

ليس عليك بأس في ذلك -إن شاء الله- فإن تمني الموت ليس من الدعاء، وليس من الظلم، بل هذا من شدة غضبك عليها، وبغضك لها، فلا يضرك ذلك، تمني الموت لا يضر الناس، تمني الموت إنما يتعب صاحبه، أما التمني فلا يضر المتمنى له الشيء، فلو تمنيت أن الإنسان يكون فقيرًا أو كذا، قد يقال في هذا أنه من باب تعاطي ما لا ينبغي للمؤمن؛ لأن المؤمن إنما يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والمؤمن لا يحب لنفسه الموت؛ فلا يحبه لأخيه.

فقصارى ما في هذا: أنه لا ينبغي لك التمني، ولكن ليس هذا هو السبب في موتها، ولا ينبغي لك في مثل هذا أن تجزع، بل تحمد الله على ما حصل، وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وتستغفر الله عما حصل منك، والتوبة بابها مفتوح، والحمد لله.

فقصارى ما في هذا: أنك تمنيت شيئًا لا ينبغي لك أن تفعله؛ لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فقد يدخل هذا في هذا، ويقول القائل: إنك تمنيت شيئًا لا ترضاه لنفسك، فكيف تتمناه لأختك في الله، فأكثر ما فيها أن تكون أخطأت في هذا؛ فعليك التوبة والاستغفار، والحمد لله، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة