حكم الاستمرار في الخصومة

السؤال:

السؤال الأخير في رسالة هذا السائل الذي لم يذكر الاسم في هذه الرسالة يقول: إذا كان الإنسان على خصام مع إنسان آخر، وهذا الخصام قد يستمر فترة طويلة، هل في ذلك إثم عليه، مع العلم بأن بعض الأشخاص تركهم أفضل من التحدث معهم؟ وجهونا في ذلك. 

الجواب:

الخصام فيه تفصيل: إن كان خصامًا بحق، خصامًا بينهم في دعاوى يعتقد أنه مصيب؛ فلا حرج عليه إذا خاصمه، يقول: إنه مطلني حقي. عليه دين ومطله وهو مليء، خاصمه في أنه باع عليه سلعة ولا أعطاه إياها، خاصمه بأنه ضربه، بأنه سبه، خاصمه بأنه أخذ ماله.. إلى غير ذلك.

يعني: إذا خاصمه بحق؛ فعليه أن يعدل، وعليه أن يتقي الله، ويخاصم بحق من غير ظلم، يطلب الحق من دون ظلم له، يطلب حقه لدى المحكمة، أو لدى الإخوان الطيبين يصلحون بينهم، ولا حرج عليه في ذلك.

أما إذا خاصم بغير حق يعلم أنه مبطل، فهذا منكر، وعليه خطر في ذلك؛ لأنه مؤذ لأخيه بغير حق.

فالواجب على المسلم ألا يخاصم إلا بحق، ويقول النبي ﷺ: أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم فالخصومة بغير حق إيذاء وظلم، أما إذا كان يخاصم بحق يعلم أنه محق، وأن هذا الرجل أخذ ماله، أو مطله حقه وهو مليء، أو قتل ولده، أو قتل أخاه، أو غير هذا من الحقوق؛ فلا بأس، يطالب بحقه، ويقول النبي ﷺ: لو يعطى الناس بدعواهم؛ لادعى ناس دماء رجال وأموالهم، ولكن البينة على المدعي، واليمين على من أنكر نعم. 

فتاوى ذات صلة