كيفية معاملة زوجة الأب المؤذية

السؤال: هذه رسالة وردت من العراق أيضاً من السائل عبدالله عبدالغني العامري من الموصل، يقول في رسالته: أنا متزوج ووالدتي متوفية، ولي زوجة أب ظالمة علي وعلى زوجتي، ودائماً تحرض والدي علي، وتختلق المشاكل والفتن، ولا تدعنا نعيش بوئام وسلام، وأنا موظف وراتبي لا يكفيني، ومع هذا فنصف الراتب أعطيه لوالدي، وأكون مديناً كل شهر لبعض الناس ووالدي لا يعلم، وهذا كله بفعل زوجة أبي ومكرها، وأنا دائماً أدعو الله أن يفرج هذا الهم عني وأقول: لولا مخافة الله لأقتلنها شر قتلة، وللأسف هي تصلي، أريد من فضيلتكم توجيهي بم أفعل؟

الجواب: هذا من البلاء والامتحان، فالله يقول جل وعلا في كتابه العظيم: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168]، ويقول سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155]، ويقول جل وعلا: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، هذه من البلايا والمحن، قد يبتلى بها الناس ولا سيما المسلم قد يبتلى بمثل هذا، فعليك أن تعاملها بالخير، وأن تصبر على هذا الأذى حتى يفرج الله، وأن تدعو الله لها بالهداية، وأن يكفيك شرها، إذا أساءت إليك فادعو الله أن يصلح حالها، وأن يهديها، وأن يكفيك شرها، وأن يعافيك من بلائها، وعاملها بالكلام الطيب واللطف، وهكذا زوجتك مرها بأن تعاملها بالخير؛ لعل الله يكفيكم شرها بسبب عملكم الطيب وإحسانكم، وهي زوجة أبيك ولها حق عليك ولأبيك حق عليك، فراعي حق والدك وأحسن إليه وإليها بالكلام الطيب والفعل الطيب منك ومن زوجتك، وأبشر بأن الله سيفرج في الحال إما بموتها وإما بهدايتها وإما بطلاق أبيك لها، أنت إذا أحسنت فأبشر بالخير، فالله يقول جل وعلا: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ [الرحمن:60]، ويقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128].
فربك سبحانه عليم جواد كريم يعلم حالكما ولا تخفى عليه حالكما، فأحسن إلى هذه المرأة المسيئة، وادع الله لها بالهداية، واصبر على ما حصل منها، وأوص زوجتك بالإحسان إليها والرفق بها والكلام الطيب معها حتى يفرج الله الكربة، فإن لم يتيسر رجوعها إلى الصواب ولم تكف شرها، فأخبر والدك بشأنها، واستأذن منه أن تكون في بيت وحدك حتى يعذرك، تنتقل إلى بيت وسوف يعينك الله، واصبر ولو تدينت، ولو أخذت ديناً من الناس، انتقل إلى بيت وحدك حتى تتخلص من شرها، وأخبر والدك بالحقيقة، وإن رأيت أن في إخباره مضرةً عليك فلا تخبره، واستأذنه بأنك محتاج إلى الانتقال لأسباب لا تستطيع إخباره بها وانتقل، واسأل ربك العون والتوفيق ولو تدينت من الناس بعض الدين، فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله خرجه البخاري في الصحيح.
فإذا اقترضت من إخوانك ما يعينك على البيت وأنت في نيتك أنك توفي فإن الله يوفي عنك سبحانه وتعالى، ويرضي عنك أباك، فاستعن بالله واستخر الله واعمل ما تراه الأصلح، نسأل الله لنا ولك التوفيق.
فتاوى ذات صلة