أثر المخاصمات مع الناس على قبول الأعمال الصالحة

السؤال:

نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (س. ع. س. ع) أخونا عرضنا له بعض الأسئلة في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يقول في هذا السؤال: أنا ولله الحمد أصلي وأصوم وقد أديت العمرة، ولكن مشكلتي أنني في خصام دائم مع أناس كثيرين، ومنهم أقرب الناس إلي، فهل هذا الخصام يحبط أعمالي؟ وهل لا تقبل أعمالي الصالحة عند الله؟ وهل الدعاء الذي أدعو به لا يستجاب بسبب ذلكم الخصام؟ وجهوني جزاكم الله خيرا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فإن الخصام والمنازعات التي بينك وبين الناس لا تحبط أعمالك، والحمد لله، أعمالك على حالها، أعمالك الطيبة إذا قبلها الله، فالخصام مع الناس والدعاوى لا تبطلها، ولكن نوصيك بالحذر من المخاصمة بغير حق، والنزاع بغير حق، أما إذا ظلمت وتعدي عليك؛ فلك أن تخاصم، وتطلب الحق عند المحكمة، بشرط أن تتحرى الحق، ولا تقل إلا خيرًا.

أما أن تتعمد الباطل، أو تأتي بشهود الزور؛ هذا حرام عليك ومعصية، ولكن لا يبطل أعمالك، لكن نقصًا في إيمانك، وضعفًا في إيمانك، وعليك أن تتحرى الحق، وأن لا تخاصم في الباطل، ولا تنازع في الباطل، وأن تجتهد في ترك الخصومات، والتوبة إلى الله من ذلك، إلا إذا ابتليت، وادَّعَى عليك ناس بغير حق؛ فلك أن تخاصمهم عند المحكمة، حتى تُبَرِّئ نفسك مما ادَّعَوْه من الباطل، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة