واجب من أساء إلى الجيران وتاب من ذلك

السؤال:

مستمع من الرياض رمز إلى اسمه بالحروف (ع. ق. ع) يقول في رسالة مطولة بعض الشيء: سماحة الشيخ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حصلت مشاجرة بيني وبين أسرة مجاورة لي، وكنت أنا المخطي في حق هذه الأسرة، وعندما كان بعض الجيران يسألني عن سبب المشاجرة كنت أقص عليهم واقعة من نسج الخيال، وخلاف ذلك كنت أتهم ربة هذه الأسرة بأمور فاحشة، وذلك ضمن تلك الادعاءات الكاذبة، والآن يا سماحة الشيخ! أشعر بذنب عظيم جدًا نحو هذا المرأة، ونحو أسرتها، وأريد أن أذهب إليهم، وأستسمحهم جميعًا، ولكني أخشى أن يقابلوني بالإساءة، وتنشب بيننا مشاجرة أخرى، فحدثوني جزاكم الله خيرًا، ماذا أفعل كي يستريح ضميري من هذا الذنب؟ جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

الجواب:

نوصيك بالتوبة إلى الله، نوصيك أيها الأخ! بالتوبة إلى الله التوبة الصادقة، بالندم على ما مضى، والعزم ألا تعود في ذلك، وأن تذكرهم بالأشياء الطيبة التي تعرفها عنهم، تذكرهم، تمدحهم بالأخلاق الكريمة، والصفات الحميدة التي تعرفها عنهم، في المجالس التي ذكرتهم فيها بالسوء، حتى تكون هذه بهذه، لأن كونك تستسمح لهم يخشى منه الشر؛ فلا تأتهم، ولا تقل لهم شيئًا، ولكن اذكرهم بالخير الذي تعرفه عنهم، والصفات الطيبة التي تعرفها عنهم من دون كذب، لا تكذب، لكن تذكر صفاتهم الطيبة، بدلًا من الصفات التي قلتها سابقًا الرديئة، وتحسن ظنك بإخوانك، وتحذر العودة إلى هذا البلاء، التهم للناس، والكلام في أعراضهم، احذر وتب توبة صادقة، وعليك بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن مع هؤلاء، ومع غيرهم، وأن تذكرهم بالشيء الطيب الذي تعرفه عنهم في المجالس، والاجتماعات التي ذكرتهم فيها بالسوء، حتى تكون هذه بهذه، تكون هذه الحسنة بدل تلك السيئة، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة